قال الدكتور صالح بن حميد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، إن فكرة الفريق الاستشاري نبعت عندما امتنع البعض في عدد من دولنا الإسلامية عن السماح لأطفالهم بتناول لقاحات مضادة لمرض شلل الأطفال وذلك إثر شائعات رُوجت ضد اللقاحات، مشيرًا إلى أن التاريخ يعيد نفسه اليوم مع جائحة كورونا فنجد البعض يمتنع عن أخذ اللقاحات بسبب تفشي نفس الشائعات حول محتويات اللقاحات وحول جدواها وفعالياتها، وهنا يأتي دور المؤسسات الدينية والفريق الاستشاري الإسلامي ليقوما بدورهما في توعية المجتمعات لما فيه نفعهم والمحافظة على صحتهم.
كما وجه الدكتور صالح بن حميد، خلال كلمته بـالاجتماع السنوي الثامن للفريق الاستشاري الإسلامي، الشكر الجزيل لكل الأطباء والممرضين والممارسين الصحيين وفاءً لهم لما قدموه من تضحيات في مواجهة جائحة كورونا المستجد، وفي معالجة مرضاها والوقاية منها ونشر التوعية بشأنها.
وأكد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي أنه كان لاتباع الأحكام الشرعية في أكثر دولنا ومجتمعاتنا الإسلامية الدور الرئيس في رسوخ الوعي الصحي المجتمعي، وفي التزام أفراد المجتمع بالإجراءات الاحترازية الصحية وقبولهم الإيجابي للتطعيمات والتحصينات دون اعتراضات، مما انعكس إيجابًا على انخفاض أعداد الإصابات في تجاوز مراحل صعبة من هذا الوباء المتفشي.
وبيّن الدكتور صالح بن حميد أن العلماء والفقهاء والدعاة مستمرون في دعوة مجتمعاتهم إلى الاستمرار باتباع ما يصدر من الأطباء ومن الجهات الطبية من إرشادات وتوجيهات، حتى يتسنى لنا مواجهة كورونا ومتحوراتها؛ لحماية أفراد المجتمع كافة، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
واختتم رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي كلمته بأن جائحة كورونا ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة في عالمنا المعاصر حيث عطلت النظم الصحية، وهددت بتبديد التقدم المحرز طيلة عقود من الزمان، مما استدعى تدخل جميع الهيئات والجهات الحكومية والطبية والبحثية وكذا المؤسسات الدينية من أجل مواجهة هذا الوباء، مثمنًا كل أشكال المؤازرة والدعم من الأزهر الشريف وغيره من المؤسسات المنتمية للفريق الاستشاري الإسلامي.
ويعتبر الفريق الاستشاري الإسلامي اتحادا إسلاميا، تم إنشاؤه في عام 2013 بين الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية، ويضم علماء دين وخبراء تقنيين.
ويحرص الفريق على مواصلة دعم المبادرات العالمية الساعية لحماية صحة الإنسان، وإذكاء الوعي بالقضايا ذات الأولوية في مجال الصحة العامة في المجتمعات المحلية، من خلال المواءمة بين وجهات النظر التقنية والدينية، والاستفادة من علماء الدين والأئمة وأصحاب التأثير في المجتمعات.