أدى الاشتراكى الديموقراطى أولاف شولتز اليمين الدستورية أمس الثلاثاء ليصبح تاسع مستشار ل ألمانيا فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، خلفا لأنجيلا ميركل التى استمر عهدها 16 عاما.
وأدى شولتز (63 عاما) اليمين فى البرلمان الألمانى (بوندستاج) بعد انتخابه بأصوات 395 نائبا من أصل 707 أدلوا بأصواتهم، فيما صوت 303 ضده وامتنع 6 عن التصويت، ليعود بذلك اليسار الوسط إلى الحكم.
وكان انتخاب شولتز مؤكدا بعدما تصدر حزبه الاشتراكى الديموقراطى نتائج الانتخابات التى أجريت فى 26 سبتمبر الماضي، بغالبية مريحة ونجاحه فى تشكيل ائتلاف حكومى غير مسبوق بدون أى عقبة مع حزب الخضر والحزب الديموقراطى الحر.
ويتسلم شولتز مقاليد السلطة على رأس أول حكومة تكافؤ فى ألمانيا تتولى نساء فيها وزارات أساسية مع تعيين البيئية أنالينا بيربوك وزيرة للخارجية والاشتراكيتين الديموقراطيتين كريستين لامبريشت وزيرة للدفاع ونانسى فيسر وزيرة للداخلية.
وتعتبر الحكومة سابقة من حيث تشكيلتها السياسية، إذ تضم للمرة الأولى منذ الخمسينيات ثلاثة مكونات هى الحزب الاشتراكى الديموقراطى وحزب الخضر والحزب الديموقراطى الحر.
وبالرغم من الاختلاف لا بل التعارض أحيانا فى برامج التشكيلات الثلاث، إلا أنها توصلت سريعا إلى الاتفاق على برنامج يرتكز إلى حماية البيئة والتقشف المالى وأوروبا. ومن المتوقع أن يتولى زعيم الليبراليين كريستيان ليندنر المعروف بتمسكه بنهج التقشف، وزارة المال.
وبهذا التصويت، تنسحب ميركل من الحياة السياسية بعد أربع ولايات متتالية، بفارق تسعة أيام فقط من تحطيم الرقم القياسى لأطول مدة الحكم سجلها هيلموت كول (1982-1998). وجلست ميركل فى البوندستاج لحضور مراسم انتخاب خلفها، فصفق لها النواب مطولا واقفين بمعظمهم قبل افتتاح الجلسة. وردت ميركل على هذا التكريم فحيت النواب ملوحة بيدها من منبر الشرف.
ووجه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون رسالة إلى الزعيمة المحافظة فكتب فى تغريدة «شكرا عزيزتى أنجيلا» إذ «لم تنسى أبدا دروس التاريخ وبذلت الكثير لنا ومعنا، من أجل دفع أوروبا قدما».
وبعد تلقيها الكثير من الإشادات و التكريم فى الأسابيع الأخيرة، تغادر ميركل المستشارية نهائيا بعد مراسم تسليم السلطة لشولتز، خصمها السياسى إنما كذلك وزير ماليتها ونائبها فى السنوات الأربع الأخيرة بموجب لعبة التحالفات. وبذلك تطوى ميركل التى تنسحب فيما شعبيتها فى أعلى مستوياتها، حياة سياسية استمرت 31 عاما بينها 16 على رأس القوة الاقتصادية الأولى فى أوروبا.