عندما سألني قلمي عن أي شيء تكتب هذا الأسبوع؟ قلت له «أُكتب آهاتي، وآلامي، أُكتب جروحي وأحزاني»، فيا عزيزي القلم دائما ما تأتينا الحياة، وتفاجئنا الأيام، ببعض الصدمات، وفرقة الأحباب الأقرباء منهم والأصدقاء، أُكتب أني مُصاب بشعور مؤلم، وعدم اتزان فى المشاعر من حزن فراق الأحبة، أُكتب كيف تشاء فأنا فى لحظات الصدمة لا أعرف ماذا أقول، أو بأي الكلمات أُعبر، فمهما بي من بلاغة الحروف والكلمات، إلا أن صدري يكتم الآهات، نعم بهذا أُصبت عندما تلقيت وأنا فى غُربة العمل نبأ وفاة أبي، وأمي، ومع كل صدمة لفراق الأحبة تتجدد المواجع.
نعم أُكتب يا قلم أن فى ذكر الموت فوائد عظيمة: فهو أدعى لقصر الأمل فى الدنيا، والزهد فى زخارفها، والحرص على العمل الصالح وإحسانه، ومحاسبة النفس على ما فعلت، والمبادرة للتوبة النصوح، وأداء الحقوق إلى أصحابها، أُكتب أن الموت ُيردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، وذكر الموت فى كل حال أدعى لصلاح الحال؛ فلنذكر الموت فى صلاتنا استجابة لقول نبينا عليه الصلاة والسلام: «اذكر الموت فى صلاتك، فإن المرء إذا ذكر الموت فى صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها».
عذرا أعرف أن الكلام عن الموت ثقيل ولكنها الحقيقة التي لا مفر منها، فبالأمس القريب كان بيننا زميل نعرفه جميعا ببشاشة وجهه، وقلبه العامر بحب كل من يعرفه إنه زميلنا فى مؤسسة دار المعارف محمد عامر، وابن زميلنا عامر عبد ربه، الذي لم يكد يفوق من صدمة وفاة ابنه أحمد منذ ما يقرب من عام حتى يُبتلي بوفاة ابنه الأكبر محمد، إنها إرادة الله ولا نملك إلا أن نقول «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وعزاؤنا أن يجعل الله صدور والديه وإخوته وأحبته عامرة بالصبر، وعامرة بيقين الموت ولا نملك إلا أن ندعو الله جميعا أن يجعل قبر زميلنا، وقبور أحبتنا عامرة بالرحمة والمغفرة .
عنوان:
مع كل صدمة لفراق الأحبة تتجدد المواجع