أكدت تونس مجددًا التزامها الثابت بما تضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 1948 من مبادئ وقيم كونية، وعزمها الراسخ على تعزيز منظومة حقوق الإنسان والحريات للجميع وتطويرها في ظل نظام ديمقراطي حقيقي قائم على المساواة بين جميع المواطنين ومبادئ العدل والحكم الرشيد.
وأشارت تونس إلى أن التدابير الاستثنائية التي تم اتخاذها يوم 25 يوليو 2021 تندرج في إطار الحفاظ على المسار الديمقراطي للبلاد وحماية المؤسسات وتحقيق السلم الاجتماعي الذي بات مهددًا في ظل انسداد الأفق السياسي وتفاقم التحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية وتداعيات مجمل هذه التحديات على حقوق الشعب التونسي.
جاءت هذه التأكيدات - حسبما ذكر بيان صادر عن الخارجية التونسية اليوم الجمعة - بالتزامن مع إحياء المجموعة الدولية اليوم الموافق 10 ديسمبر للذكرى الثالثة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار "كلنا بشر كلنا متساوون: المساواة - الحد من التفاوت والدفع قدما بإعمال حقوق الإنسان" ليشكل إحدى وأهم المرجعيات الأممية للدول والشعوب ومعيارا مشتركا في تجسيد احترام وصون كرامة الذات البشرية عبر احترام حقوق الإنسان في بعدها الكوني والشامل.
وأعربت تونس أن إحياء هذا اليوم تحت هذا الشعار يؤكد على الارتباط الوثيق بين أبعاد السلم والتنمية وحقوق الإنسان مما يحتم على المجموعة الدولية العمل من أجل تسوية سلمية للنزاعات وبلورة السياسات الدولية القادرة على تحقيق التنمية المتكافئة والمتضامنة بين جميع الدول بما يساعد على تحقيق أهداف التنمية 2030.
وفي هذا السياق، دعت تونس إلى ضرورة اعتماد السبل الكفيلة بالحفاظ على ديناميكية الإعلان العالمي لحقوق الانسان وروحه وإكساب مواده الثلاثين نجاعة أكبر.
وأضاف البيان أنه بالرغم ما تحقق للبشرية من مكاسب في مجال حقوق الإنسان على مدى العشريات الماضية إلا أن هذا التطور المنجز بات اليوم مهددا في ظل تنامي الصراعات وتعدد بؤر التوتر وانتشار الإرهاب والجريمة المنظمة والعنف والتعصب واتساع نطاق التمييز العنصري وخطاب الكراهية فضلا عن زيادة الفوارق الاقتصادية والتنموية بين الدول وداخل المجتمعات.
وتابع : كما أن جائحة كوفيد-19 وما كشفت عنه من عوامل هشاشة ومواطن ضعف مستجدة أثرت على إعمال حقوق الإنسان للجميع، وأثبتت أن العديد من التحديات ما تزال تحول دون التطبيق الفعلي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مما يستدعي مضاعفة الجهود المشتركة والعمل سويا من أجل إعلاء كرامة الإنسان حيثما كان دون إقصاء أو تهميش أو تمييز.
ولفت إلى أن إعادة البناء بشكل أفضل وأكثر عدلا ومساواة، يستدعي إنفاذ حقوق الإنسان في بعدها الشامل باعتبار ترابطها وعدم قابليتها للتجزئة ذلك أنه من غير الممكن أن يكون هناك تطبيق فعلي للحقوق المدنية والسياسية مع غياب احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما فيها الحق في التنمية لجميع الشعوب دون استثناء.
وقالت تونس إن الإنسان هو جوهر حقوق الإنسان وهو غايتها وإن النهج القائم على احترام حقوق الإنسان من أجل التنمية هو السبيل الأفضل للوقاية من النزاعات وبناء اقتصاديات جامعة ومستديمة وتعزيز مقومات الصمود للمجتمعات إزاء الأزمات، مؤكدة في هذا الإطار، على أهمية التعاون الفني وبناء قدرات الدول في مجال حقوق الإنسان وفقا لاحتياجاتها ومراعاة لإمكانياتها.
وأكدت أن مكافحة خطاب الكراهية وضمان المساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة والشباب في إدارة الشأن العام تعد عوامل أساسية من أجل تكريس حقوق الإنسان في بعدها الشامل بما من شأنه أن يقلص من المظالم والفوارق ويفتح آفاق التمتع بالعيش الكريم لجميع الشعوب دون إقصاء أو تمييز.
وقالت إن الذكرى الثالثة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان تتزامن أيضا مع الذكرى الثالثة والسبعين للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وإن إنهاء هذا الاحتلال ووضع حد لانتهاكاته للحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، هو أحد مفاتيح السلام وعودة الأمل في منظومة حقوق الإنسان لأجيال من الشعوب العربية والتأسيس لعالم أكثر عدلا وإنصافا للجميع.