من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه؟

من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه؟عمران بن حصين الخزاعي

الدين والحياة11-12-2021 | 08:38

يعرف الصحابي بأنه من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورآه، وآمن به، ومات على ذلك، وقد وردت في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة آيات وأحاديث تبين فضلهم ومكانتهم، فلا يوجد جيل مثل جيل الصحابة، كما أنّه لا يوجد مرب مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمتاز بعض الصحابة بفضائل مخصوصة، ويعد تسليم الملائكة من ضمن الفضائل التي اختص بها صحابي جليل؛ لذلك يجب على كل مسلم معرفة من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة وتزوره.

ويعد الصحابي عمران بن حصين الخزاعي؛ هو الرجُل الذي كانت الملائكة تُسلِّم عليه كرامةً له، وكان من فُقهاء الصحابة وفُضلائِهِم، وقاضيًا للبصرة، وقال عنه أهل البصرة: إنّه كان يرى الحَفَظَة، واسمه عمران بن حُصَيْن بن عُبَيْد بن خَلَف بن عبد نُهْم بن سَالم بن غَاضِرَة بن سَلُول بن حُبْشِيَّة بن سَلُول بن كَعْب بن عَمْر الخُزاعيّ الكَعْبيّ، ويُكنّى بأبي نُجَيد.

أسلم عمران بن الحُصين بعد معركة بدرٍ وفي حضور رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان إسلامه في عام خيبر مع الصحابي أبي هُريرة -رضي الله عنهما-، وروى عنه بعض التابعين، وله العديد من الأحاديث، وبُعث في زمن عُمر إلى البصرة؛ ليُعلّم النّاس الفقه، وَوُلِّيَ قاضيًا عليهم، وكان ممن حدّث عنه من الرّواة مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، وَزُرَارَةُ بنُ أَوْفَى، وَالحَسَنُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعَطَاءٌ مَوْلَى عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وغيرهم، ومن الأحاديث التي رواها عنه مُطرف بن عبد الله، أن عمران قال له إنه سيُحدّثه بحديثٍ ينفعه في الدُنيا والآخرة، فقال: (إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- جَمع بيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْهَ عنْه حتَّى مَاتَ، وَلَمْ يَنْزِلْ فيه قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ، وَقَدْ كانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، حتَّى اكْتَوَيْتُ، فَتُرِكْتُ، ثُمَّ تَرَكْتُ الكَيَّ فَعَادَ)، وقد شهِد بعض الغزوات مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ثم يعود بعدها إلى المدينة، ولَبِسَ الخّزّ ذات يوم، فرآه النّاس به، فقال لهم إنّه سمِع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يقول: (إنَّ اللهَ إذا أنعَمَ على عَبدٍ نِعمةً يُحِبُّ أنْ تُرى عليه).

فضل عمران بن حصين ومكانته
إنّ مما يُؤكِّد على فضل الصحابيّ عمران بن حُصين ومنزلته العالية تسليم الملائكة عليه، ورؤيته لبعضهم؛ فهي كرامةٌ له إذ يُعدُّ من سادات الصحابة، وحين عَمِلَ قاضيًا في البصرة شهد له أهلها بكلّ خيرٍ، فقال الحسن: "ما قدم البصرةَ راكبٌ خير منه"، كما أنه كان من فُقهاء الصحابة وفُضلائِهِم، وغزا العديد من الغزوات؛ فهو حامل راية خُزاعة يوم الفتح، وكان مُستجاب الدعوة، وقال عنه ابن سيرين إنّه أفضل الصحابة الذين نزلوا إلى البصرة، وكان يحلف أنّه ما قدم البصرة والسرور خيرٌ لهم من عمران.

أضف تعليق