بأي ذنب وصمتموه

بأي ذنب وصمتموهسعيد صلاح

الرأى11-12-2021 | 09:44

أي ذنب ارتكبتموه فى حق الإسلام عندما ألصقتم به تهمة الإرهاب والتطرف بأفعالكم وجرائمكم التى روعتم وأرهبتم بها الآمنين فى شرق الأرض وغربها، وأصبح مصطلح إرهابي ملتصقا بهتانا وزورا بكلمة مسلم فى واقع يثير الحزن الكبير ويدفع إلى بكاء مرير على ماض كنا نعلِّم فيه العالم علوما لم يعرفها وأغمرناه بأفكار واختراعات ما يزال يعيش فى نعيمها حتى الآن.. أى جريمة تلك التى ارتكبتموها فى حق الدين الحنيف دين السلام والأمان والطمأنينة.

أبو بكر الرازي، عباس بن فرناس، الخوارزمي، الحسن بن الهيثم، جابر بن حيان، ابن سينا، أحمد زويل الملقب بـ «أبو كيمياء الفيمتو»، فاروق الباز، مصطفى السيد، الدكتور أبو بكر الصديق، وغيرهم من العلماء العرب والمسلمين أناروا الدنيا بنور علمهم وفكرهم المستنير، أما أنتم يا أصحاب الفكر «المتطرف الأحمق» فلن ينسى لكم التاريخ جريمتكم فى حق بلادكم وجريمتكم فى حق دينكم الإسلام الذي شوهتم صورته السمحة وضيعتم تاريخه وتاريخ أبنائه من العلماء الأجلاء.
نحن بلا شك أصبحنا فى أمس الحاجة إلى تعليم جيد يخرج لنا علماء نابهين، وليس تعليمًا يخرج لنا عناصر متطرفة إرهابية تسيء للإسلام والمسلمين وتؤذى البشرية كلها، وقد صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما قال إن الفكر المتطرف كان سببًا مباشرًا فى تعطيل خطط تطوير التعليم فى الدول الإسلامية، وأن أصحاب هذا الفكر فى العالم الإسلامي أدخلونا فى متاهات كثيرة جدا، فهو فكر جاهل يؤدي إلى الاصطدام مع الواقع ويربك حياتنا، ولم نعد قادرين على التركيز فى تحقيق الأمن والاستقرار والتقدم لمجتمعاتنا والعمل والاجتهاد لإنجاح الخطط المختلفة.
شعوبنا العربية والاسلامية للأسف لا تزال تدفع فاتورة هذا الفكر المتطرف إلى الآن، وربما ستظل لسنوات قادمة تدفع وتدفع الكثير من ثرواتها ودماء أبنائها حتى تتخلص من براثن هذا التطرف، فهناك دول كثيرة ما زالت تحاول ترميم وإزالة الدمار الذى صنعه الفكر المتطرف والإرهاب، والذى طال مختلف نواحى الحياة الاجتماعية والتعليمية والفكرية.
ونحن فى مصر لم نكن بعيدين عن هذا النوع من الفكر، وعانينا منه كثيرا وكثيرا ولكننا أخذنا على عاتقنا أن نتخلص منه إلى الأبد وسوف نفعل لأننا قادرون وراغبون فى ذلك ولدينا من الأدوات والعزيمة والإرادة ما يمكننا من تحقيق هذا الهدف الكبير مستندين فى ذلك إلى وعي كبير ولحمة وطنية تغذيها جبهة داخلية من أقوى ما يكون وإيمان راسخ بحقنا فى حياة كريمة نرمي بكل حمولها وأحلامها على عاتق قيادة وطنية مخلصة.
ومواجهة هذا النوع من الفكر المتطرف ليس مسئولية الدولة منفردة بمؤسسات المواجهة المباشرة، وإنما هى مسئولية مشتركة يقع جزء كبير منها على الإعلام وما يجب أن يبذله من جهود لنشر التوعية وبناء الوعي القادر على فرز وتجنيب هذا النوع من الفكر من واقعنا وحياتنا وتحييده حتى لا يدمر مستقبلنا وأيضا مؤسسات المجتمع المدنى التى من الضرورى ان تضطلع بمسئولية البحث والتنقيب عن الأفكار الإبداعية والخلاقة والترويج لها للتصدي السريع لمشكلات المجتمع، مستعينة بكل الخبراء القادرين على تقديم حلول تنفيذية ملائمة لواقع وظروف المجتمع، وإيثار الوطن والمصلحة العامة على المصالح الذاتية، وإعلاء قيم الوطنية والانتماء، واحترام قدسية الأرض والوطن، لتحصين الشباب من الفكر المتطرف والتمسك ب الإسلام الوسطي بمفهومه الشامل.
كما أنها مسئوليتك أنت أيها المواطن، فيجب ألا تنخدع ولا تنجر وراء أفكار غريبة ليست من طبيعتنا أو مجتمعنا وديننا وثقافتنا، وأن تحرص على البحث والتفنيد للتأكد من صحة أى معلومة أو خبر وسؤال أهل الذكر إن كنت لا تعلم.
حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2