علي جمعة: التواضع خلق إسلامي رفيع المنزلة

علي جمعة: التواضع خلق إسلامي رفيع المنزلةعلي جمعة

الدين والحياة12-12-2021 | 15:31

قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن الله أمر بالتواضع وحث عليه ومدح المتخلق به في أكثر من موضع في كتابه العزيز، وأخبر الله سبحانه أن التواضع للمؤمنين من صفات أحبائه الكرام الذي يستبدل بهم المرتدين، وذم الله الكبر وأهله وهو ضد التواضع وتوعد للمتخلق بهذا الخلق البغيض بالعذاب الشديد.
وتابع جمعة قائلًا: "ما أحوجنا في هذا العصر الذي ظهر فيه المتكبرون والجبابرة أن نرى الناس عظمة الإسلام في قيادة العالم بالتواضع إليه، وليس بالتكبر عليه وليس بتحدي كل الخلق والاستخفاف بكل ضعيف".

يستبدل المرتد بالمتواضع
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك " التواضع خلق إسلامي رفيع المنزلة شهد بفضله كل عاقل ودعا إليه كل مصلح لما فيه من الفوائد الجليلة على الفرد والمجتمع وقد حث الله سبحانه وتعالى عليه وأمر به في كتابه وعلى لسان حبيبه المجتبى سيدنا رسول الله ﷺ بل كان التواضع سيرته الغالبة وسنته الراشدة".

وقال: "وقد أمر الله تعالى بالتواضع وحث عليه ومدح المتخلق به في أكثر من موضع في كتابه العزيز فقال عز من قائل: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) [الفتح:29].
وأضاف "وقد أخبر الله سبحانه أن التواضع للمؤمنين من صفات أحبائه الكرام الذي يستبدل بهم المرتدين فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة:54].
وتابع جمعة قائلًا: "وقد أخبر ربنا كذلك أن التواضع لله في السير من صفات عباد الصالحين فقال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) [الفرقان:63].

الله توعد المتكبر بالعذاب
وقال "وبالمقابل ذم الله الكبر وأهله وهو ضد التواضع وتوعد للمتخلق بهذا الخلق البغيض بالعذاب الشديد فقال سبحانه: (فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) [النحل:29] وقال تعالى: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) [غافر:35].
وأضاف "وقال سبحانه وتعالى حكاية عن لقمان في نصائحه لابنه: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان:18].
واستطرد قائلًا: "وفي سنة النبي الأكرم المصطفى ﷺ وصايا بالتواضع أكثر من أن تحصى يرشد فيها الأمة إلى التخلق بهذا الخلق العظيم الذي يعود بالخير على الفرد والمجتمع المسلم كله.فمن هذه النصوص ما رواه عياض بن حمار عن النبي ﷺ قال: «إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد» (مسلم وأبو داود). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «ما تواضع لله أحد إلا رفعه» (مسلم).
وتابع جمعة "وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: «من تواضع لله درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين،ومن تكبر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين» (ابن ماجة وابن حبان) زاد ابن حبان «ولو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس عليها باب ولا كوة لخرج ما غيبه للناس كائنا ما كان».

التواضع يزيد الحكمة
وقال "وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله ﷺ قال: «ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك، فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته، وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته» (الطبراني والبزار).وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله ﷺ قال: «لا حسب إلا في التواضع،ولا نسب إلا بالتقوى،ولا عمل إلا بالنية،ولا عبادة إلا باليقين» (رواه الديلمي).
وأضاف "وقد بين الصحابة الكرام والسلف الصالح رضوان الله عليهم حقيقة التواضع واتبعوا هدي نبيهم في الحث عليه فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن من التواضع الرضا بالدون من شرف المجلس، وأن تسلم على من لقيت». وقال ابن المبارك: «كان يقال: الغني في النفس والكرم في التقوى والشرف في التواضع».
وتابع "وما أحوجنا في هذا العصر الذي ظهر فيه المتكبرون والجبابرة أن نري الناس عظمة الإسلام في قيادة العالم بالتواضع إليه، وليس بالتكبر عليه وليس بتحدي كل الخلق والاستخفاف بكل ضعيف كما يفعل بالمسلمين من المتكبرين المتجبرين"
واختتم حديثه قائلًا: "فإذا ما نشرنا التواضع في مجتمعنا وتواضعنا لله أمضى الله سنته فينا بالرفعة والرجوع إلى المكانة العالية التي كانت تحتلها الأمة الإسلامية، فيجب على كل مسلم أن يتواضع لإخوانه لتسود المحبة ويعم الأمن والسلام، نسأل الله أن يجعلنا من المتواضعين"

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2