تحتفى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم غدا الأربعاء، باليوم العالمى للإفتاء، وهو اليوم الذى يوافق 15 ديسمبر من كل عام، ويتزامن مع إنشاء الأمانة كمظلة جامعة لكل دور الإفتاء فى العالم.
واعتبرت الأمانة هذا التاريخ يوما عالميا للإفتاء تقام فيه الكثير من الفعاليات بالتعاون مع عدد من أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم من مختلف البلدان، كما يهدف اليوم العالمى للإفتاء إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات والهيئات والجهات الإفتائية فى العالم.
وقالت الأمانة العامة فى بيان اليوم الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمى للإفتاء، إنه تم اختيار شعار «الفتوى داعمة للتنمية المستدامة وقضايا البيئة» شعارا لليوم العالمى للإفتاء فى هذا العام، معتبرة أن هذا العنوان يعبر عن غاية سامية تندرج تحت مقاصد الشريعة وأهدافها نحو عمارة الأرض، والتحديات التى باتت تواجهها البيئة والإنسان على حد سواء، حيث أصبح الإنسان فى أمس الحاجة إلى سائر الجهود التوعوية التى تهدف إلى الحفاظ على البيئة وتنمية مواردها وحمايتها من تقلبات الزمان وحوادثه لأجل الامتثال لما أمرنا به الله من إعمار وإحسان.
وأوضحت أن من المهم أن يعى الجميع أن الوعى الإسلامى تجاه قضايا البيئة والمناخ وتغيراته لم يقتصر على الحفاظ على الثروة البيئية ومكتسبات الإنسان من ذلك الكون المسخر له، بل انطلق فى اتجاه آخر مواز لذلك الاتجاه، وهو اتجاه التنمية المستدامة لتلك البيئة ومواردها، مشيرة إلى أن هذا الوعى قد بنى على ركائز عدة من شأنها تنمية الإدراك لدى الإنسان بفهم وظيفته وذاته وبيئته.
ويشهد اليوم العالمى للإفتاء هذا العام مجموعة من الفعاليات يأتى من بينها إطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعى، وعقد مجموعة من الندوات الافتراضية للمؤسسات الإفتائية بالتنسيق مع الأمانة العامة للحديث حول الفتوى والتنمية المستدامة وقضايا البيئة والتغيرات المناخية ودور المؤسسات الدينية فى مواجهتها.
وانطلاقا من شعار اليوم العالمى للإفتاء لهذا العام، أعلنت الأمانة العامة عن إطلاق عدد من المشروعات والمبادرات الإفتائية المهمة، يأتى من بينها "الملتقى الرقمى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم" الذى سيقوم بعقد عدد من الندوات الافتراضية على مدار العام بالتعاون مع المؤسسات الإفتائية والمفتين من أعضاء الأمانة من مختلف دول العالم، تكون بدايتها ندوة بعنوان "دور مؤسسات الفتوى فى مواجهة التغيرات المناخية وقضايا البيئة"، وندوة أخرى حول: «الإفتاء فى قضايا الأقليات المسلمة»، وغيرها من الموضوعات المهمة.
كما تعكف الأمانة على الإعداد لإصدار كتاب عن "الفتوى وقضايا البيئة فى ظل التغير المناخى"، وهى من القضايا الأكثر إلحاحا على مستوى العالم خلال السنوات الأخيرة، فيما أعلنت الأمانة عن تخصيص موضوع مؤتمرها الدولى للعام القادم 2022 عن دور الفتوى فى التنمية المستدامة ودعم جهود تحقيقها.
كما وجهت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، دعوة لكافة الهيئات والمؤسسات الإفتائية على مستوى العالم للحديث عن أهمية الفتوى والاستخدام الرشيد لها، ومواجهة استغلال الفتاوى الدينية المغلوطة فى أعمال العنف والإرهاب، وكيف تكون الفتوى داعمة لاستقرار المجتمعات ورقيها.
وفى هذا السياق، أكد مستشار مفتى الجمهورية الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم الدكتور إبراهيم نجم أن الأمانة العامة تسعى لترسيخ التحول الرقمى فى كل أنشطتها ومشروعاتها بهدف تعميم نفعها لعموم المسلمين ومواكبة التحديات التكنولوجية التى بات يواجهها العالم، حيث تدعم الأمانة عملية التحول الرقمى فى المؤسسات الإفتائية وتطويرها تكنولوجيا، كما وضعت فى سبيل تحقيق ذلك مشروعا لتأهيل المؤسسات الإفتائية للدخول بالعملية الإفتاء لديها فى عصر النهضة المعلوماتية، من حيث إنشاء مراكز المعلومات وتطوير وسائل الاتصال بينها وبين المستفتين مرورا بتأهيل الباحثين وأمناء الفتوى على استخدام أدوات تقنية المعلومات، وانتهاء بتطوير البرامج الإلكترونية المعنية بمجال الفتوى والإفتاء ونشرها بين المؤسسات المنتسبة للأمانة العامة.
وأضاف نجم أن الأمانة أدركت مبكرا ضرورة إعداد جيل جديد من المفتين على قدر كبير من التأهيل والفهم للنصوص الشرعية والقدرة على إنزالها على الواقع، فجاء على رأس أولويات الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، وضمن خطتها التى تعلن عنها بمناسبة اليوم العالمى للإفتاء، التوسع فى مشروع تدريب الأئمة والمفتين من خلال تأهيلهم لربط العلوم الشرعية بالعلوم الحديثة وفهم الواقع فهما رشيدا لكونهما السبيل الأمثل لضبط الخطاب الإفتائى وتجديده بما يتماشى مع الواقع المعاصر، ما يدعم استقرار المجتمعات.
وأشار إلى أن الأمانة العامة وفرت التدريب اللازم للمتصدرين للفتوى والباحثين والإداريين على البرامج المكتبية اللازمة للعمل، كذلك احتفت بتخريج مجموعة من أئمة روسيا فى ختام فعاليات المؤتمر العالمى السادس للإفتاء فى شهر أغسطس الماضى، وسبق أن تم تخريج دفعتين من أئمة بريطانيا ودفعة من أئمة إفريقيا وكذلك من جنوب شرق آسيا؛ مؤكدا أن هذا الأمر يثبت الريادة الإفتائية المصرية فى العالم أجمع.
وعن أنشطة الأمانة المستقبلية فى ضوء الاحتفاء باليوم العالمى للإفتاء، لفت نجم النظر إلى إطلاق الأمانة "الملتقى الرقمى للأمانة العامة للمؤسسات الإفتائية"، الذى يشمل عقد سلسلة ندوات دورية عبر برنامج "زووم" ليعد ساحة للتواصل بين أعضاء الأمانة العامة للمؤسسات الإفتائية وغيرهم من أساتذة الجامعات والعلماء والمتخصصين المعنيين بالفتوى والإفتاء لعرض ومناقشة أهم القضايا والتحديات المتعلقة بالفتوى والإفتاء والخروج بأطر فكرية وآليات عملية لتطوير المؤسسات الإفتائية وعملية الفتوى ومحتواها ومناهجها فى سائر المجتمعات الإسلامية، ومن المنتظر أن تأتى الندوة الأولى بعنوان: «دور مؤسسات الفتوى فى مواجهة التغيرات المناخية وقضايا البيئة»، يليها ندوة حول: «الإفتاء فى قضايا الأقليات المسلمة».