قصة مأمور سجن «القطا» الذي شارك في اغتيال البنوي اسماعيل وانتهى مفتيا للتكفير والذبح

قصة مأمور سجن «القطا» الذي شارك في اغتيال البنوي اسماعيل وانتهى مفتيا للتكفير والذبحقصة مأمور سجن «القطا» الذي شارك في اغتيال البنوي اسماعيل وانتهى مفتيا للتكفير والذبح

* عاجل5-12-2017 | 20:11

كتب: عمرو فاروق

برز اسم حلمي هاشم، مرجعيةً استقى منها داعش "فكره الشرعي" أو التنظير الفقهي التكفيري، والتبرير للأسر والذبح وبيع النساء وأسرهن غنائم حرب، وأحد أبرز النماذج للشخصيات المتطرفة التي طفت على السطح في السنوات الأخيرة، قبل أن ينتهي به الأمر وراء القضبان بتهمة الإرهاب والتطرف.

حلمي هاشم، المكنى بـ"شاكر نعم الله"، من مواليد القاهرة في 17 نوفمبر1952، التحق بكلية الشرطة في 1970، وتخرج فيها سنة 1974 ليلتحق بالإدارة العامة للأمن المركزي ضابطاً برتبة ملازم، وتعود أصوله إلى صعيد مصر، وعاش بين سكان حي المطرية بشمال القاهرة.

عاصر حلمي هاشم خلال عمله قضيتين غاية في الأهمية، الأولى، قضية الهجوم على "الكلية الفنية العسكرية" في 1974، بقيادة صالح سرّية، والثانية، قضية "التكفير والهجرة" عام 1977، بقيادة شكرى مصطفى، ما دفعه للبحث في الأصول الفكرية للتنظيمات الجهادية المسلحة.

بدأ حلمي هاشم، حضور دروس الشيخ جميل غازي بمسجد العزيز بالله بالزيتون بالقاهرة عام 1979، وصاحب ذلك نقله إلى مديرية أمن قنا مركز قوص، فاستغل وقته في حفظ القرآن الكريم على يد أحد مشايخ مدينة قوص، وبعد ترقيته لرتبة مقدم شرطة نُقل إلى مصلحة السجون في عام 1981، ووٌضع تحت رقابة صارمة من الوزارة بعد القبض على اثنين من أشقائه بتهمة الانتماء إلي تنظيم الجهاد، إبان اغتيال السادات.

بعد أن أثبتت التقارير الأمنية تطرفه، نقل للعمل بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، حتى اعتقاله مرة أخري في سبتمبر1982 بتهمة الانتماء إلي تنظيم الجهاد، وجمعته السجون بالعناصر التكفيرية وتأثر بالكثيرين منهم وتأثروا به، وظل في سجنه حتى الإفراج عنه في مارس1983، فعاد للعمل بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والتحق بمعهد الدراسات الإسلامية عام 1983، وحصل منه علي دبلومة العلوم الإسلامية، وواصل دراسته في تمهيدي الماجستير حتى فصله عن العمل عام 1986.

أسس مكتبة لبيع الكتب الدينية، ثم اتجه إلي تأليف الكتب الدينية، وبدأ مشواره مع فكر "التوقف والتبين"، وتأثر بفكر شوقي الشيخ، مؤسس جماعة "الشوقيون"، قبل تطوير فكر الشوقيين، بعد مقتل شوقي الشيخ في مواجهة مسلحة مع قوات الشرطة، وألف أكثر من عشرة كتيبات صغيرة تشرح أفكاره الجديدة التي ظهر أنها لا تختلف في شيء مع أفكار شوقي الشيخ، وانتشرت الكتيبات في أوائل التسعينيات بشكل كبير و كانت تحمل اسم المؤلف عبد الرحمن شاكر نعم الله .

في عام 1986 اعتقل هاشم في قضية حرق نوادي الفيديو، بقيادة طه السماوي، وفي عام 1987، قُبض عليه مع أعضاء جماعة "التوقف والتبين"، التي يطلق أعضاؤها علي أنفسهم اسم جماعة المسلمين وهي القضية المعروفة إعلامياً باسم تنظيم "الناجون من النار"، بزعامة مجدي الصفتي، ومن بين وقائعها محاولات الاغتيال التي استهدفت وزيري الداخلية السابقين اللواء النبوي إسماعيل، واللواء حسن أبو باشا، ونقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد، وأفرج عنه، قبل اعتقاله من جديد مرات عدة في قضايا إرهابية أو بقرارات اعتقال من وزير الداخلية في أعوام 1990، 1992، و1999، وأطلق سراحه في 17 مارس 2008.

ويقوم منهج حلمي هاشم، على الحاكمية والتكفير، وعلى أن مصر وبلاد العرب دار كفر، وأن مؤسسات الدولة أتباع الطاغوت ولا يجب التحاكم إليها، كما دعى إلى اعتزال المجتمع الذي وصفه بالجاهلي، وطالب بترك الصلاة في المساجد، والالتزام بالعبادة داخل البيوت واستدل في ذلك بتفسير سيد قطب لقول الله تعالي في كتابه الكريم وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين (يونس87).

ألف هاشم ما يزيد على نحو25 مؤلفاً مثل بينهم التكفير بالعموم ،وكتاب أحكام الذرية ،والرد على شبهات في الحاكمية ، وأصحاب السبت وأصحاب الحد، الربوبية والطاغوتية، الدار والديار، حجة الله البالغة، معالم سنن الاعتقاد، نظرات في واقع محمد قطب المعاصر، قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر، وكتاب التوقف بين الشك واليقين، وهو الكتاب الذي يرد فيه على الذين يتوقفون عن تكفير الشعوب، ويجعل تكفير من لم يكفرهم من أصل الدين، ومن توقف عن تكفيرهم فهو كافر، لأنه حسب زعمه فإن كل الديار الآن ديار كفر، والأصل في أهلها الكفر، ومن لم يُكفر الكافر أو توقف عن تكفيره، خالف أصل الدين .

بعد ثورة يناير(كانون الثاني) 2011 ظهر حلمي هاشم، على الساحة مثل قيادات الجماعات الجهادية المسلحة الأخرى، وفي أبريل(نيسان) 2015، قبض عليه جهاز الأمن الوطني، بتهمة تزعم خلية عنقودية بالشرقية، تابعة لداعش.

وفي 24 فبراير 2016، أقضت دائرة إرهاب الشرقية، على حلمي هاشم، بالسجن المشدد 5 سنوات.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2