«دينية الشيوخ»: الحفاظ على البيئة من أهم أركان عبادة المسلم لربه

«دينية الشيوخ»: الحفاظ على البيئة من أهم أركان عبادة المسلم لربهيوسف عامر

الدين والحياة18-12-2021 | 13:50

قال الدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إن موضوعَ الحفاظِ على البيئةِ يحتلُ أهميةً كبيرةً في الإسلام، ويكفي أن نتأملَ ارتباطَه بأصولٍ عديدةٍ في الشريعة الإسلامية لإدراكِ هذه الأهمية، كارتباطِهِ بالعلمِ والعقلِ والجمالِ والحضارة والعمران.

وأضاف عامر في تصريح له، على هامش مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي بجامعة الأزهر حول "تغير المُناخ"، السبت، أن الحفاظ على البيئة من أهم أركان عبادة المسلم لربه، فالمسلم موحدٌ لربه، مهذِّبٌ لنفسه، محافظٌ على البيئة من حوله.

ولفت إلى أن اللهُ تعالى خلق الإنسانَ وعرض عليه حَملَ الأمانةِ وقد حَمَلَها، وسخّر اللهُ له جميعَ ما حوله -وهي البيئة- ليحافظَ عليها ويصنعَ بها حضارةً عظيمة، وبين الحقُّ ذلك جليا بقوله تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}.

وأشار رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أنه من مقتضيات حَمْلِ الأمانةِ وحسنِ التعاملِ مع البيئة، طلبُ العلومِ للتعرفِ على طبيعة الكون من حولنا واستكشاف خصائصه لتحقيقِ الحفاظ عليه، لافتا إلى أنه من المهم معرفةُ كيفيةِ الاستفادةِ من هذا الكون ليتحققَ واجبُ التعمير والتطوير لهذه البيئة، فالعلمُ والمعرفة في الحقيقة أُولى خطواتِ الحفاظ على البيئة، قال تعالى: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

ولفت عامر إلى أنه يأتي في مقدمةِ وسائلِ الحفاظ على البيئة: الأمرُ بالترشيد لكل الموارد التي يتعامل الإنسانُ معها، فنُهِينا عن الإسراف في الماء، والطعام والشراب، وكلِّ شيءٍ يكون فيه تجاوزٌ للحد، قال تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وقال تعالى أيضا محذرا من أي فساد في الأرض: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}.

ونوه رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أنه من مظاهر الحفاظ على البيئة من خلال الترشيد، التَّنَبُّهُ إلى الموارد المحدودة أو غير المتجددة ووضع التدابير اللازمة لها، كمشكلة المياه التي تشغل بال العالم اليوم، و العمل على تطويرها وتجميلها وصيانتها، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التعمير، بزيادة المساحات الخضراء، فقال صلى الله عليه وسلم: «لَا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا، وَلَا يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، وَلَا دَابَّةٌ، وَلَا شَيْءٌ، إِلَّا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً».

أضف تعليق