8 مارس اليوم العالمي للمرأة فى ذكرى احتجاجات عاملات النسيج الأمريكيات

8 مارس اليوم العالمي للمرأة فى ذكرى احتجاجات عاملات النسيج الأمريكيات8 مارس اليوم العالمي للمرأة فى ذكرى احتجاجات عاملات النسيج الأمريكيات

غير مصنف8-3-2017 | 11:16

كتبت: سلوى محمود

يحتفل العالم اليوم 8 مارس باليوم العالمى للمرأة، من أين نبعت فكرة الاحتفال بيوم عالمى للمرأة؟ ولماذا يوم 8 مارس تحديدا؟

عن قصة هذا الاحتفال يقول المؤرخ إبراهيم العنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بدأ في نهاية القرن التاسع عشر حيث بدأت حركة نسائية في أوروبا وأمريكا الشمالية للمطالبة بظروف عمل أفضل، والاعتراف بالحقوق الأساسية للمرأة بما في ذلك حقها في التصويت  (اختيار من يمثلها في المجالس الوطنية المنتخبة).

وفكرة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة نبعت من الإضرابات التي قامت بها العاملات في صناعة النسيج في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية في عامي 1857 ،  1909 والتي صادفت يوم الثامن من مارس وذلك احتجاجاً علي ظروف عملهن السيئة.

وفي المؤتمر النسائي العالمي الذي عقد في كوبنهاجن بالدنمارك عام 1910 تقرر تخصيص يوم عالمي للاحتفال بالمرأة تقديراً لنضال المرأة في جميع أرجاء العالم لنيل حقوقها بما في ذلك حق التصويت  واعتباره مناسبة لتوحيد كافة نساء العالم في الدفاع عن حقوقهن ومن أجل السلام والتقدم وذلك تيمناً باضطراب عاملات النسيج في نيويورك عام 1857م، وقد تم الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي للمرأة عام 1911 في كل من الدنمارك وألمانيا والنمسا وسويسرا في 19 مارس وفي العام الذي تلاه احتفلت العديد من الدول بهذه المناسبة ولكن في أوقات مختلفة في شهري فبراير ومارس ولكن الاحتفال بهذه المناسبة لم يشمل العالم إلا بعد أن أقرها أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وفي عام 1972 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها باعتبار عام 1975 عاماً عالمياً للمرأة وبداية للعقد العالمي للمرأة الذي امتد إلي يوليو 1985 وعقد به مؤتمر عالمي للمرأة في نيروبي بكينيا شاركت فيه مصر بوفد.

وفي عام 1977 وبعد عامين من الاحتفال بالسنة الدولية للمرأة في 1975 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يدعو الدول لتخصيص يوم 8 مارس للاحتفال بحقوق المرأة والسلام الدولي وذلك وفقاً للتقاليد والاعراف التاريخية والوطنية لكل دولة ،  وقد عرف هذا اليوم فيما بعد اختصاراً باليوم العالمي للمرأة، وأضحي مناسبة عالمية لمناقشة واستعراض الانجازات التي تحققت للمرأة والطموحات المستقبلية من أجل مزيد من التقدم لها، وفي بعض الدول يتم تخصيص أسبوع كامل للاحتفال بالمرأة بحيث يمثل يوم 8 مارس للاحتفال بحقوق المرأة والسلام الدولي وذلك وفقاً للتقاليد والأعراف التاريخية والوطنية لكل دولة.

ويضيف المؤرخ ابراهيم العنانى قائلا إن الاحتفالات بيوم المرأة العالمي في الثامن من شهر مارس هي الذكري التي نظم فيها بعض العاملات بمصنع نسيج في نيويورك مظاهرة عام 1857، وسميت هذه المظاهرة باسم {مظاهرة الجوع} لعدم حصولهن علي حقوقهن من حيث عدد ساعات العمل التي كانت تمتد إلي ساعة متأخرة وقلة الأجور والظروف الغير ملائمة بالمصنع من حيث الإضاءة والمكان الغير مناسب، وكان من نتيجة المظاهرة تعرض بعضهن للموت واتخذ نساء أمريكا من 8 مارس عام 1908 للتعبير عن كفاحهن من أجل حق التصويت والحقوق السياسية للمرأة ، وفي 8 مارس 1910 انعقد المؤتمر الثاني للنساء الاشتراكيات وقررت مندوبات عن 11 دولة اعتبار 8 مارس من كل عام يوماً عالمياً للمرأة ، وكان أول احتفال يوم 8 مارس 1911 وأصبح هذا اليوم العالمي للمرأة علي مستوي العالم ، وتتابعت بعد ذلك القرارات الدولية الخاصة بالمرأة وانتشرت في أرجاء العالم النساء اللائي يطالبن بحقوق المرأة السياسية والاجتماعية وكانت مصر من بين الدول التي أعطت لحقوق المرأة أهمية كبيرة حتي أنه تم إنشاء الجمعيات الأهلية التي تنادي بهذه الحقوق إلي أن تم إنشاء المجلس القومي للمرأة حالياً، كما حصلت المرأة في مصر علي حقها الانتخابي والتمثيل النيابي والمشاركة في العمل السياسي حتي أصبح في مصر محكمة الأسرة للفصل في المنازعات حتي تحصل المرأة علي حقوقها كاملة.

ولقد دفع ذلك بالمرأة المطالبة بحقوقها إلا أن تعليم الفتاه في مصر سار في طريقه مسرعاً وذلك لأن المرأة وجدت فيه تأكيداً لشخصيتها وإثباتاً لقدراتها العقلية لأن هذه القدرات وصفت ظلماً بأنها دون قدرات الرجل وذلك علي مدي أجيال عديدة حتي أن بعض النساء أنفسهن رسخت في أعماقهن هذه الأحكام الجائرة واعتقدن خطأ أنهن أقل من الرجال عقلياً وفكرياً غير أنه ما إن جاءت سنة 1925 وافتتحت الجامعة المصرية حتي التحقت الفتاة المصرية بالمدارس الثانوية ونالت أول دفعة نسائية البكالوريا القسم العلمي سنة 1928 من مدرسة شبرا الثانوية التي انضم إليها من أردن إتمام تعليمهن العالي من طالبات مدرسة الحلمية الثانوية واللاتي أردن التعليم المنزلي التحقن بكلية البنات بالزمالك التي أنشئت في ذلك العام واللاتي حصلن علي البكالوريا وقتئذ ست فتيات ودخلن بعضهن الجامعة كلية الطب بعد كفاح مرير ، وكان لجهود مدير الجامعة وقتذاك "لطفي السيد"  ومساعدته الفعالة أثر واضح في نجاح الفتاة لولوج أبواب الجامعة دون ضجة ، ومن هنا جعل الرأي العام أمام الأمر الواقع كما ساعد علي نجاح التجربة كذلك اجتهاد الفتيات أنفسهن وسلوكن السليم في الحرم الجامعي الذي لم يكن أحد يعلم بدخوله، وفي سنة 1929 نالت البكالوريا أول دفعة من القسم الأدبي ،  وفي سنة 1933 تخرجت أول دفعة من الجامعة المصرية، ولم يكن أولاء الرائدات أول فتيات يذهبن لتلقي العلم بالجامعات فقد فتحت الجامعة الأهلية أبوابها للمرأة المصرية منذ سنة 1908 علي أن تحضر النابهات من النساء المصريات محاضرات مسائية تثقفهن ولا تعطيهن مؤهلات علمية وذلك كنتيجة لمطالب الجمعية الأدبية التي رأستها "هدي شعراوي " في بداية كفاحها في مجال الحركة النسائية ، وقد اشترك في إلقاء تلك المحاضرات أساتذة من الخارج إلي جانب رائدات الحركة الثقافية النسائية في مصر وقتذاك، ومن الأجانب نجد الآنسة "كوفرور" وتكلمت في محاضراتها عن علم النفس وعلم الأخلاق مع التطبيق علي أحوال المرأة قديماً وحديثاً وحاضر المسيو ملوني في حضارة الشرق القديم والعصر الإسلامي وتحدث دكتور ليتمان عن "المقارنة بين اللغات السامية.

والواقع أن الحركة النسائية في مجال تعليم البنت أو المسيرة النسائية في طريق التقدم العلمي في حياة مصر استمرت بخطي واسعة أدت إلي النتائج التي وصلت إليها المرأة المصرية الآن.

    أضف تعليق