قال الأمين العام لاتحاد المحامين العرب النقيب المكاوي بنعيسى، إن الجماهير العربية تؤكد كل يوم أن حلم الوحدة باق، فلا حاضر حقيقي للأمة العربية بغير الوحدة التي تعد المستقبل الحقيقي في الحرية والاستقلال والتقدم، وهي الأمل الذى به تتحرر الأراضي الفلسطينية من الاحتلال.
جاء ذلك خلال كلمة بنعيسى في افتتاح أعمال المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب الدورة الثانية لعام 2021 التي عقدت في ضيافة هيئة المحامين بمدينة الناظور بالمملكة المغربية تحت شعار "الوفاق العربي دعامة أساسية للوحدة العربية".
وأضاف بنعيسى "إننا معنيون أكثر من أي وقت مضى إلى الوفاق العربي من خلال تشكيل نسيج عملي يربطنا ويفيدنا متحرراً من مفردات الوحدة الوجدانية والشعارات الرنانة"، مؤكدا أن التواصل والتعاون ما بين الحكومات العربية ضروري ومُلح في وقتنا الراهن، بشرط أن يدفع باتجاه صياغة أفكار وآليات جديدة وعبر لقاءات حوارية مباشرة ودائمة ومبادرات متواصلة.
وطالب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب بإعادة صياغة الخطابات السياسية والمهنية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، بحيث يكون الهدف الأساسي هو الوفاق فيما بيننا ووحدتنا واتحادنا لمواجهة ما يدبر لنا ويحاك بنا.
وأكد المكاوي بنعيسى أنه إذا توصلت الدول العربية لوفاق حقيقي حول كل ما يحاط بنا من تهديدات فلن تتمكن أي قوى عظمى من تجاهل هذا الوفاق والاتفاق العربي الكبير الذي سيكون الأقوى سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
وتابع أن "الوحدة المنشودة لوتحققت ستغير حال أمتنا وتصير في صدارة العالم كما كانت قبل عدة قرون، عندما خرج العلماء العرب ليعلموا العالم وينيروا ظلمته، وبفعل التقسيم والتمزق والصراعات ومن قبلها الاستعمار الذي سلب الأمة ثرواتها ولايزال وإن تغيرت الطريقة، تراجعت الأمة وسبقتها الأمم التي آمنت بوحدتها واتحدت لتقوى على مواجهة أي معوقات تحول دون رفاهية شعوبها".
وشدد الأمين العام لاتحاد المحامين العرب على أن الشعب الفلسطيني ينتظر من الأمة العربية التضامن الحقيقي الأكثر فعالية من الخطابات الرنانة والوعود الهشة، فلم ينفع الشعب الفلسطيني تضامن العالم معه، إذا كان تضامنا بدون روح وبدون إرادة قوية.
وقال المكاوي بنعيسى "جيلا بعد جيل يتساءل المرء، لم لا يتحد العرب كما اتحد الآخرون الذين لا تجمعهم إلا الجغرافيا بينما نحن العرب بيننا من الصلات والوشائج ما لا يمكن حصره في نسيج يجمع بين العرب ممثل في اللغة الواحدة والعادات والتقاليد والتاريخ والحضارة والنسب".
وأكد الأمين العام، في نهاية كلمته، أن الوحدة العربية تظل مع مرور الأجيال حلم يراود سكان الوطن العربي مستشهدا بمقولة العالم المصري الراحل أحمد زويل "إن التاريخ لن يغفر لهذا الجيل أن يترك الأمة العربية في حالها الراهن".