كشف الدكتور إسلام أبوالمجد مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للشئون الإفريقية، عن الانتهاء من المبنى الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية التي تستضيفها مصر نهاية العام المقبل، مشيرا إلى أن مصر رصدت مبلغ 10 ملايين دولار، لاستضافة وإنشاء وتشغيل الوكالة.
وأشار أبو المجد، في التقرير الذي رفعه للدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي حول حصاد الدعم المصري ل قارة إفريقيا خلال عام 2021 ، إلى أنه تم الانتهاء الفعلي من المبنى المؤقت، وستقوم الوكالة ب إعداد كوادر إفريقية ذات خبرات متميزة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأكد اهتمام الوزارة بمجالي الفضاء والاستشعار من البعد، نظرًا لأهميتهما البالغة في العصر الحالي، وأثمر ذلك عن التعاون في تأهيل دول شمال إفريقيا، لاستخدام وتوظيف بيانات الأقمار الاصطناعية لحل المشاكل البيئية الإقليمية المُشتركة، ومنها رصد ومتابعة التلوث النفطي وتعظيم الفائدة من الموارد البحرية، ورصد وإعداد خرائط بالأماكن الواعدة للصيد المفتوح ودعم القدرات لدول شمال إفريقيا وغرب إفريقيا في هذا المجال، من خلال دورات تدريبية متخصصة وورش عمل وتبادل الزيارات.
وقال إن المراكز البحثية المصرية تمتلك إمكانيات بشرية ومادية متميزة ساهمت في التواصل مع الباحثين الأفارقة لإجراء مشروعات بحثية مشتركة، خاصة في مجالات الطاقة والزراعة والغذاء والصحة والمياه وتكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بُعد.
ولفت إلى الموافقة على إنشاء معهد الدراسات الأفروآسيوية للدراسات العليا بجامعة قناة السويس، كما تم تفعيل عمل فروع الجامعات المصرية بالخارج في السودان وتشاد، بالإضافة إلى تنظيم كليات الطب المصرية قوافل طبية لدول إفريقيا، وتم خلالها فحص أكثر من (1000) حالة، وإجراء أكثر من (600) عملية جراحية.
وأضاف أن أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا قدمت جوائز سنوية للشباب المبدعين والباحثين الأفارقة، لدعم عملية البحث العلمي والابتكار، ودعم شباب الباحثين الأفارقة، وتم الإعلان عن فوز اثنين من الباحثين الأفارقة من زيمبابوي.
ونوه أبو المجد إلى استضافة مصر العديد من مسابقات الإبداع والابتكار للموهوبين وصغار الباحثين، لزيادة الوعي حول أهمية التعليم والبحث العلمي، كقاطرة للتنمية في إفريقيا، وتحقيق أجندة إفريقيا 2063، والتي تعيد لمصر الريادة من خلال اجتذاب الطلاب والمُبدعين للتناغم والتعاون المُشترك، والوقوف على إمكانياتها في البحث العلمي.
وأشار إلى مشاركة الوزارة في المسابقات التي أقيمت في الدول الإفريقية، وآخرها كان فوز مصر بالمركز الثالث في مسابقة الذكاء الاصطناعي، التي نظمها الاتحاد الإفريقي بالتعاون مع جامعة غانا.
وفي إطار البحوث العلمية المشتركة ، قال الدكتور إسلام أبو المجد إن الوزارة قامت بزيادة الدعم الثنائي بين مصر وجنوب إفريقيا، في تمويل البحوث المشتركة لمواجهة التحديات المشتركة بين الدولتين في مجالي الطاقة والمياه، كما يتم الإعداد للقيام ببحوث مُشتركة مع دولة جنوب السودان، في الزراعات التي تعتمد على الأمطار والزراعة الذكية، واستخدام المُستشعرات والتكنولوجيا في إدارة الزراعة والأمن الغذائي.
وأضاف أن مصر رصدت مبلغ 15 مليون جنيه لإعادة تأهيل المكتبة الإسلامية في الصومال، والتي تعُد أحد منارات الوعي الثقافي والعلمي في الصومال، حيث تم إعداد الرسم الهندسي لإعادة تأهيلها وإنشائها بهدف تقديم توعية وندوات تثقيفية وعلمية، كما قامت الوزارة بإعداد برنامج تشغيلي مُتكامل للمكتبة لنشر الوعي والثقافة.
وبالنسبة للتعاون الأفريقي في مجال الجامعات، أكد الدكتور إسلام أبو المجد أن الوزارة تسعى لربط الجامعات المصرية بنظيراتها الإفريقية، من خلال برامج شراكة وتوأمة بين الجامعات المصرية والإفريقية، حيث يتم توقيع مذكرات التفاهم ووضع خطط عمل مُشتركة وتعزيز التبادل الطلابي والأكاديمي.
وأشار إلى إنشاء فروع للجامعات المصرية بالدول الإفريقية، حيث يوجد فرع لجامعة القاهرة بمدينة الخرطوم بالسودان، وتم رصد 100 مليون جنيه لإعادة تأهيل وتشغيل الفرع بكفاءة عالية، كما يوجد فرع لجامعة الإسكندرية في دولتي جنوب السودان وتشاد، ويتم العمل حاليًا على رفع كفاءة الفرعين وزيادة البرامج التعليمية بهذه الفروع.
وأوضح أنه يتم حاليا الدراسة والتشاور بشأن إنشاء فرع لجامعة عين شمس في تنزانيا، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارة ووزارة التعليم والعلوم التكنولوجية التنزانية، خلال زيارة رئيسة جمهورية تنزانيا لمصر، خلال شهر نوفمبر الماضي ، حيث تنص مذكرة التفاهم على فتح جامعات مصرية في تنزانيا.
وأضاف أن هناك العديد من المنح المصرية المُخصصة لدول القارة الإفريقية لطلاب مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، موضحًا أن هناك منحا لبرامج التبادل الثقافي، ومنح وزارة التعليم العالي باللجنة الفرعية في وزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، ومنحا من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وكان الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي ، أكد أن مصر تحرص على التعاون المُشترك مع شتى الدول الإفريقية، مضيفا إن "مصر لم ولن تدخر جهدا تجاه دعم أشقائها الأفارقة، وستظل تقدم يد العون والمساعدة لأشقائها الأفارقة من أجل تحقيق التنمية والنهضة لجميع دول القارة" .
كما شدد الدكتور عادل عبد الغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، على أن الوزارة تضع ملف التعاون الإفريقي ضمن أهم أولوياتها، وذلك من خلال تقديم الدعم في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي للأشقاء الأفارقة، مشيرًا إلى استمرار الوزارة في دعم أشقائها بمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا من خلال كافة الجامعات المصرية ومنظومة المراكز والمعاهد البحثية، فضلًا عن توفير المزيد من المنح للطلاب الأفارقة، وتبادل الخبرات المُشتركة في شتى مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التعاون لدعم العلاقات العلمية مع الأشقاء الأفارقة.