شهدت "طرابلس" عاصمة ليبيا، اليوم الثلاثاء، تحشيد عسكري ضخم وتوتر أمني في عدة مناطق من المدينة، وكان ذلك قبل أيام معدودة من موعد الاستحقاق الانتخابي، والذي بات تأجيله أمراً واقعاً في ظل الاستمرار في انتهاج سياسة الصمت التي يتبعها المسؤولين.
وحذرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، من عرقلة الانتخابات اللبيبة، وأعربت عن قلقها إزاء التطورات الأمنية الجارية في العاصمة وتحركات مليشيات مسلحة تتبع جهات مختلفة، والتي وصفتها بأنها "تخلق حالة من التوتر، وتعزز خطر الصدام الذي قد يتحول من جديد إلى صراع مسلح".
شددت البعثة خلال بيان لها، على ضرورة حل أي خلافات تتعلق بالشأن السياسي أو العسكري في ليبيا عبر الحوار، لا سيما في هذه المرحلة، حيث تمر البلاد فيها بعملية انتخابية صعبة ومعقدة يرجى منها أن تؤدي إلى انتقال سلمي.
وأكد البيان أن التحركات الأخيرة للمليشيات من شأنها تقويض المكاسب الأمنية التي حققتها ليبيا حتى الآن، داعيا جميع الجهات الفاعلة الليبية إلى ممارسة ضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة والعمل معاً لتهيئة مناخ أمني وسياسي يحافظ على تقدم العملية السياسية في البلاد ويمكِّن من إجراء انتخابات سلمية وعملية انتقال ناجحة.
كما أغلقت ليبيا عدة شوارع بسواتر ترابية، بالتزامن مع انتشار آليات عسكرية، كما أعلنت جامعة طرابلس، في بيان لها توقف الدراسة، مع مطالبة جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بمغادرة الجامعة.
في وقت سابق، شهدت طرابلس ليلة طويلة من الاستنفار الأمني والتجول بأرتال مسلحة بأسلحة ثقيلة في شوارع العاصمة الليبية، ومحاصرة مبانٍ رسمية ومقرات حكومية رئيسية مثل مقر المجلس الرئاسي ومقر رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع وغيرها.