في لحظات تأمل لطبيعة الشخصية المصرية بكل تناقضاتها، ومع إدراكى بأن لدينا إيجابيات عظيمة تميز تلك الشخصية وأخرى سلبية نحاول أن نخرج من طياتها، ترسخت معظمها من رواسب التاريخ وتجارب الماضى، في وسط ذلك كله أدركت أننا نملك ما لا نراه:
- نملك حضارة عظيمة تحتاج أن نستحضر مقوماتها ونصونها ودائماً نحميها.
- نملك طقسا معتدلا جميلا، حبانا الله به، ولكنه تائه وسط سلوكياتنا البيئية .
- لدينا شعب يحترم عقائده ويتعايش مع الأخرين، يرفض التطرف والتشدد ويقوده دائماً فكره للاعتدال.
- لدينا أناس طيبون يضعون دائما عواطفهم لتقود مسارهم في الحياة، وحتى شرهم قابل للاحتواء والعودة للفطرة، ولكن الأوضاع الاقتصادية تغلف وجوههم وتؤثر على تصرفاتهم وسلوكياتهم وتغير أولوياتهم.
- لدينا نساء ورجال محترمون في الأصل، محافظون في أغلبهم والمسئ منهم يقلد بجهل ما ينقله إعلامه ويعكس تأثره بتداعيات عولمة الحياة .
- لدينا شباب واعد وأجيال صاعدة برغم وجود سلبيات صنعتها ظروف وأوضاع حياتية متقلبة ومتغيرة لهم، إلا أنه لحظة الحسم يتواجد ويستنفر طاقاته ويقود معركته ويحدث الفارق وتحركه مشاعره الوطنية.
- لدينا ثروات عظيمة وهبها الله لنا تحتاج أن توظف لصالح تنمية البلاد، وتنعكس على تحسين أوضاع العباد بشكل دائم.
- لدينا عقول نيرة متنوعة اخترقت أفكار وحدود العالم، وأخرى متفتحة وواعدة ونابغة تملك مساحات الاختلاف والتميز تحتاج للرعاية والاحتواء، لكنها أحياناً تتوه وسط عوامل عدم التخطيط، وعدم الاحترام، وسوء التوظيف وعشوائية الاختيار وتعاظم حلم الهجرة ورغبة الهروب وغيرها.
- نملك شعبا حي ينبض قلبه دائما، ومتحمس باستمرار للحياة، وكل مفرداته لها خصوصية حتى طعامنا له معنى، ولغتنا محببة، علمت وأثرت في ثقافة دول حولنا، وتفاعلاتنا لها روح، واختلافنا فيه حياة.
- لدينا دولة رائدة مؤثرة لها تاريخ، وشعب آمن وجيش قوى وأرض حرة، ونملك تركيبة فريدة داخل الإنسان المصري، مليئة بالتناقضات، ولكنها تملؤها الحيوية والطيبة والاعتدال، وحب التفاعل وعشق الوطن.
وأخيرا.. ومع إدراكى بأن هناك أبعادا أخرى نحتاج أن نراها ونتوقف عندها، دعونا نرتقي بأنفسنا وبلدنا ونثق في قدرتنا على بناء وتحقيق الأمل.. وأن نرى أنفسنا بعين مضيئة، فنحن أرقي من أن يرانا الآخرون جاهلين ونحن قادرون أن نعلم الدنيا مرة أخرى.