حالة من الغضب والقلق داخل البيوت، بعد ضبط كميات كبيرة من الجبن غير صالح للاستهلاك الآدمي، داخل مصنع بمحافظة المنوفية، حيث وُجدت أطنان من الجبن مصنوعة من معجون الحوائط، والملح الفاسد، ومكسبات طعم، وألبان مجهولة المصدر.
والمائدة المصرية لا تخلو من طبق الجبن، الذي دائمًا ما يعتمد عليه كوجبة خفيفة في المساء، أو على الإفطار لمنح أطفالهم ما يحتاجه جسدهم من البروتين، الكالسيوم، الماغنسيوم وفيتامين دال.
وعن أساس صنع الجبن، تقول دكتورة منال عز الدين، الباحث بمعهد تكنولوجيا الأغذية، وعضو الجمعية المصرية الطبية لدراسة السمنة، الجبنة تتكون من اللبن، وهو المكون الأساسي، والمنفحة التي تساعد على التجبن، وتكوين شكل الجبنة، وكلوريد الصوديوم، وهو الملح لإكساب الجبنة الطعم والنكهة، وأيونات الكالسيوم لاتمام عملية التجبن، والرفع من كفاءة عمل المنفحة، وتوجد بعض الإضافات الأخرى المختلفة من طعم أو لون على حسب نوع الجبنة ويتم إضافتها بمعايير محددة دولية.
وعن طرق غش الجبن، تشير " عز الدين" إلى أن هناك طرق متعددة للأسف، حيث يتم غش مكونات الجبن بمكونات رخيصة للغاية لتحقيق الربح السريع، وبعض المصانع تقوم بغش الجبن بإضافة بودرة السيراميك؛ وهذا لتوفير شراء أيونات الكالسيوم، لأن هذا المكون سعره مرتفع، ويلجأ أصحاب النفوس الضعيفة إلى بودرة السيراميك لأن بها نفس الخصائص وتحقق بهذا الربح السريع.
وهناك من يضيف الجير، لإعطاء الجبن لون ناصع البياض، ومن يضيف مواد الطلاء لإكساب الجبنة اللمعان ولرفع خصائص اللبن.
ويتم غش جبنة المثلثات، بصناعته بالنشا المخلوط بالزيوت النباتية مع إضافة نسبة قليلة من اللبن البودرة.
وأشارت إلى أنه من طرق غش الجبنة زيادة مواد الاستحلاب لإكساب الجبن مذاق دهنى، والجدير بالذكر أن مواد الاستحلاب متوفرة في جميع أنواع الجبن ولكن بمقدار قليل جدا.
وترجع أهمية تلك المادة إلى أنها تساعد على خلط اللبن بالمواد الدهنية المضافة إلى الجبنة، أي الربط بين اللبن ،الملح، المنفحة، الزبدة وباقي المكونات، ومواد الاستحلاب تخلط كل المكونات بشكل جيد، ولكن زيادة مواد الاستحلاب تؤدى إلى أضرار صحية؛ لأن مواد الاستحلاب تحتوي على معادن ثقيلة وفوسفور تضر بصحة الكبد.
وأوضحت خبير التغذية، أن المواد المضافة لغش الجبن ذات تأثير تراكمي وذات تأثير ضار على المدى البعيد، وتسبب الفشل الكلوي وأورام الكبد.
أما عن الجبن نباتي الدهن، فهو مكون من لبن البودرة ومضاف إليه زيت النخيل، وهو من أسوأ أنواع الزيوت ويتم هدرجة الزيت فيتضاعف الضرر الصحي، وتسبب الضرر للقلب والشرايين وارتفاع نسب الكوليسترول فى الدم .
وعن كيفية التفرقة بين الجبن المغشوشة وغير المغشوشة، تنصح دكتورة منال المستهلك ألا يشتري الجبن رخيصة الثمن؛ خاصة أنه لصناعة كيلو من الجبنة يتطلب هذا ٤ كيلو من اللبن، بالإضافة إلى باقى المكونات وتكلفة الإنتاج، ولهذا لا يعقل شراء كيلو جبنة بأقل من ٧٠ جنيها، وأقل من هذا الثمن، علامة على أنها مصنوعة بطرق غير صحية، وهذا يعتمد على وعي المستهلك، مع الشراء من أماكن موثوق منها، وعدم شراء الجبن مجهولة المصدر أو الماركات التجارية غير المعروفة، والتأكد من أن تاريخ الانتاج والصلاحية مدون على العبوة، والعبوة نفسها سليمة وليس بها انبعاج أو تسريب ومحفوظة في الثلاجات وليس على الأرفف في السوبر ماركت.
وفى حالة شراء الجبن من العلب الصفيح، فمن الضرورى التأكد من تاريخ صلاحية المنتج، وعدم شراء العلبة التي تحتوى على صدأ.
أما عن الجبن الصفراء، مثل الجبنة الرومى فيتم غشها أيضا، وهذا بخلطها بالبطاطس المهروسة، أو ألوان صناعية لتكتسب اللون الأصفر، وتكون في الغالب ألوان غير مصرح باستخدامها، كما أن ظروف تخزين الجبنة الرومى والتي تكون من ٣ إلى ٦ شهور، غير مناسبة من حيث درجة الحرارة والرطوبة، فتؤدي إلى تكون عفن على سطح الجبنة الرومى، ومن الضروري عند شراء الجبنة الرومى التأكد من عدم وجود فراغات خضراء داخل قرص الجبنة، وعدم ظهور أى عفن، ويكون لونها موحد دون بقع.
وأضافت دكتورة منال، أنه من الأفضل شراء الجبن وحفظها مباشرة في الثلاجة وعدم تعرضها للشمس؛ لأنها من منتجات الألبان، والتأكد من أن يكون مدون عليها أنها مصنوعة من حليب طبيعي مع الابتعاد عن المدون عليها نباتى الدهن.