فى بداية اليوم تقع عينى على مقال نشر فى صحيفة "الأندبندنت" تحت عنوان ماهو الحب ؟ ويقول أن فنانة كاريكاتير حاولت أن تضع رسومات توضح كيف ترى الحب من وجهة نظرها ، على سبيل المثال رجل بجوار امرأة مريضة يقترب منها دون أن يخاف العدوى .
والحقيقة أن السؤال عن كنه الحب ربما يكون السؤال الوحيد الذى لن تجد له إجابة محددة أو شديدة الوضوح ليس لأنه أمر مبهم ولكن لأن الأحساس به شديد الخصوصية ويختلف من شخص إلى أخر.
ولكنى أعتقد أن الحب يصل إلى درجة من العمق عندما تعجز الكلمات عن وصف لحظة الصمت بين شخصين، وأن تعادل فى دفئها حالة التواصل بينهما، شخصان يكمل كل منهما خيط أحاديث الآخر، ويرى كل منهما وجه الآخر فى أنعكاس المرايا، ظل الروح كما يقولون.
الحب ليس ورود حمراء، أو زجاجة عطر، أو علبة هدايا مغلفة بأوراق وشرائط وردية، بل درجة من اللون بين الأخضر والأزرق، بين السماء والبحر، شكل من أشكال الحرية، رحب كما الحياة لحظة المطر، لايعرف الأسوار ..لا أحد يستطيع أن يمنعك أن تحب أو يتحكم فى بوصلة قلبك..
الحب أن يصبح كلا منا جزء من الآخر ، ربما تعيش حياتك كلها بالقرب من بعضهم، ثم تكتشف أن هناك لحظة واحدة مختلفة تساوى الكثير، تبكى فيها بصدق، وتتحدث عن نفسك دون خوف أو خجل، تشعر بالأمان وتضحك لأنك تحب هذا الوقت من العمر، تقترب دون حذر من نصفك الآخر، عندها تكتشف أن صورتك فى المرآة أصبحت أجمل وأن الأغانى التى تسمعها فى السيارة وعلى المقاهى رسالة لك،،
الحب هو أن تستيقظ فى الصباح بكل لهفة كى تسمع صوت من تحب وأنت تردد لنفسك: " كل القصص بعد صوتك لا يعول عليها ".