لمى المفتى السورية تكتب: هل فقدت مدينتي نعيمها ؟!

لمى المفتى السورية تكتب: هل فقدت مدينتي نعيمها ؟!لمى المفتى السورية تكتب: هل فقدت مدينتي نعيمها ؟!

*سلايد رئيسى14-12-2017 | 22:41

إن صح المثل القائل "نعيم الدنيا حمام "... فالحمام التراثي الدمشقي أو ما يسمى بين العامة "حمام السوق".. هو من أشهر المحاسن التى تحكي عن مدينتي دمشق ، لم يكن حمام السوق مجرد مكان للاغتسال، بل هو نزهة بما في الكلمة من معنى وذلك لما جعل له الزائرون من طقوس وعادات تراثية خاصة .

أما عن تاريخ حماماتها فهو قديم قدم سورها وأبوابها السبعة ، فقد بدأت في العهد العثماني واستمرت إلى اليوم على نفس جمالها ورونقها .. وزيارة الحمام من الخصال التى يعتد بها الدمشقيون ، فالنظافة ووفرة وغزارة المياه والكرم والإتقان هي العنوان الرئيسي في هذا الحديث .

 تتبارى وتتنافس الحمامات القديمة بفنها وزخارفها وتصميمها المعماري، وقد رصفت أرضها بالرخام وزينت حيطانها بالقيشاني والفسيفساء.

 ويتألف حمام السوق من ثلاثة أقسام هي (البراني والوسطاني والجواني ) وذلك حسب الدخول والخروج منه، فقد صمم ليتناسب مع سخونة واعتدال حرارة الجسم.

 وعند دخولك الحمام من الباب الرئيسي لتقابل الناطور، والمصطبجي، وترتاح على إحدى المصاطب الرخامية المفروشة بالسجاد والمعدة للاستقبال والراحة من مشوار الطريق، وغالبا يتوسط هذا المكان النافورة الشامية المشهورة في مدينتي بعذوبة وجمال صوت خرير الماء فيها، والتى تعطي الجالس هناك نوعاً فريداً من الإحساس بالمتعة.

وعند المصطبجى أيضا تحصل على المناشف والليفة والصابون المجهز لدخولك إلى واحة للانشراح والترويح عن النفس.

 وتدخل الوسطاني، وهو المكان الذي يتوسط في الحرارة ومنه إلى الجواني حيث تتصاعد الأبخرة ويعلو سقف الحمام قباب لها فتحات دائرية عليها زجاج ملون أو أبيض ليسمح بدخول الضوء إلى الحمام .

 وينقلك ذاك المشهد لعالم من الراحة والاسترخاء وتأخذ نصيبك من الدلال في التكييس والتكبيس والتدليك، ولكل زائر مقصورة فيها وعاء رخامي يطلق عليه إسم "الجرن" تنصب فيه المياه من صنابير سُخن ماؤها في "القميم " وهو الموقد المجهز في الحمام لهذا الغرض.

 وبعد الانتهاء تخرج لتستمتع بفترة الشاي والزهورات والكثير من أنواع المشروبات الساخنة وتبدأ معها جلسات السمر.

ومن طقوس زيارة الحمام أكلة "المجدرة " وهي من الأكلات الشعبية القديمة، وعادة ما يقصد الدمشقيون حمام السوق في المناسبات الاجتماعية كحمام العريس وحنة العروس والولادة.

 ومن أشهر تلك الحمامات (حمام نور الدين الشهيد - حمام النوفرة - حمام الشيخ رسلان- حمام الورد) وأحياناً تكون زيارة الحمام جزءاَ من إحياء التراث الشعبي.

 وفي الختام يتبادلون كلمة  "نعيماً ".. و "دخول الحمام ما مثل خروجه" .. والأخير مثل شهير يقال وقتها و هو تعبير عن تبدل الحال . فلم ولن تفقد مدينتي مهما طالها التعب نعيمها .. دامت شامتي ...ودام النعيم فيها

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2