ماهر فهمى يكتب: أنا والسادات عن قرب: حكاية الإجازة المفتوحة

ماهر فهمى يكتب: أنا والسادات عن قرب: حكاية الإجازة المفتوحةماهر فهمى يكتب: أنا والسادات عن قرب: حكاية الإجازة المفتوحة

*سلايد رئيسى16-12-2017 | 17:23

تضبط الساعة الثالثة بعد الظهر.. يدخل من شارع الجبلاية.. شاب ممشوق القوام راشيق أنيق أسمر.. ويصحبه سكرتيره الشخصى فوزى عبدالحافظ .. وفى بعض الأحيان تصحبه السيدة جيهان السادات.. والتى تصعد إلى حمام السباحة.. وتجلس على منضدة فى الجانب الأيسر.. جميلة بوقار أنيقة باحتشام.. أما هو فيدخل إلى غرفة الملابس أسفل الحمام .. يرتدى ملابس التنس.. ويذهب إلى الملاعب.. فيتقابل مع أمين شعير عضو مجلس الإدارة آنذاك.. والدكتور نور الدين طراف الذى أصبح رئيس الوزراء الاتحادى أثناء الوحدة بين مصر وسوريا .. وفؤاد بك صادق زوج شقيقة الملك فاروق .. ويلعبون مباراة زوجية أى كل اثنين مع بعضهما .. وبعد اللعب يعودون لغرفة الملابس .. فيمرون على ملعب الجمباز .. ويحرض السادات شعير إذا مروا على ملعب الجمباز ومحمود فهمى على العقلة ليقول بصوت عال الساعتين اللتين لعبتاهم كانوا ممتعين .. وهى بالطبع أقل من ذلك .. ومحمود فهمى فى الشدة الثالثة .. يزد بواحدة أكبر قائلاً: 104 و110 .. فى حين أنه لايستطيع أحد مهما بلغت قوته أن يتجاوز العشرة شدات .. فيضحك الجميع ..

وفى غرفة الملابس يصلى السادات العصر غالبا ما تكون جماعة .. فيصر أن يكون عم حرانى رئيس عمال الحجرة إماما .. ثم يصعد للسباحة .. وكنا قد دربناه على سباحة الصدر ورأسه خارج الماء لأنها أقل مجهودا من سباحة الحرة .. وكنت فى بعض الأحيان أنزل لأسبح معه إذا غاب عبدالباقى حسنين المدرب المشهور أو محمود فهمى عن السباحة معه .. وكان يسبح 500 متر أى 10أطوال الحوض .. وأثناء السباحة كان يتلو أسماء الله الحسنى .. فكان متدينا غير متشدد .. ومرن يحب الحياة.

واستغل هذه المسحة الدينية عثمان أحمد عثمان وزير الاسكان ومحمد عثمان محافظ أسيوط .. واقنعوه بإخراج التيار الدينى لتضرب بهم العيال الشيوعيين .. فأخرج من السجون والجحور الخوان الشياطين .. وأعطاهم الأمان .. فكانت مصيبة مولد الجماعات الإرهابية والإجرامية فى الجامعات وخارجها .. والذى كان هو أول ضحاياها .. قتلوه يوم انتصار أكتوبر .. وكما قال أنيس منصور إن الرصاصة التى لم تطل عبد الناصر فى المنشية طالته فى المقصورة .. وكان السادات يكره الشيوعية والشيوعيين كره التحريم .. وقد حضرته وهو مشرف سياسى على الأخبار وأخبار اليوم .. وعقد اجتماعاً حضره محمود أمين العالم رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير .. وههجمنا العالم بشدة .. واتهمناه بتعيين زملائه فى النضال بمبالغ فلكية .. ونزل بالتوزيع وخرب أخبار اليوم .. وكان العالم مسنوداً بمحمد حسنين هيكل صحفى الرئيس عبدالناصر ..

ويومها رفض السادات منا هذا الهجوم .. وقال الرئيس والد وواجب احترامه .. عيب ..

فاكر

ثم قال: الله يخيبك يا محمود .. فاكرعندما كنا نتقابل ونجلس بالساعات تجادلنى بإيدولجيتك وهى معتقدك السياسى الخربان .. وحاولت بالحوار أن أثنيك ولكنك تعبتنى .. وضجت القاعة بالضحك .. وانصرفنا

ولم تمر شهور إلا ووجدنا أنور السادات يدخل من باب المطبعة .. وكنت واقفا مع أمير العطار الذى عينوه سكرتير عام التحرير .. فقال أش جمعكم .. وكنت تحت التأديب من العالم .. فقلت حكم القوى على الضعيف .. فقال من النهاردة إنت الأقوى.

إجازة مفتوحة

ثم طلب من الدكتور قاسم فرحات مدير عام المؤسسة أن يجمع كل السهرنين فى النادى .. وظللنا نحن ننتظره .. والرئيس السادات كما قلنا نناديه بيريس قد عطاه الأمان حتى لا يحتمى فى هيكل الذى كان يسانده .. فلما حضر العالم ثابت الخطى يمشى ملكا .. والسادات متصدر الطاولة الرئيسية .. فلما اقترب منه العالم .. قال له: لا تجلس .. أنا اثبت لك بقرار من جمال اسمك على الجورنال ولكن لن تكتب فيه .. شوف ازاى .. أنت فى إجازة مفتوحة .. وعلى العموم أنت ساكن على النيل وشاعر .. اتمشى كل يوم على الكورنيش وأشعر .. أنت خربت أخبار اليوم يا محمود .. ونزلت بالتوزيع إلى أسفل السافلين .. وكان قد أحضر موسى صبرى وجعله يختبئ فى غرفة الحلاق وإحسان عبدالقدوس خلف المصعد.. وفى إخراج مسرحى عالى قال: ادخل يا موسى .. واجلسه عن يمينه .. ادخل يا إحسان .. وعاد موسى إلى أخبار اليوم منتصراً بعد إبعاده .. ثم قال لموسى: عاوزك تزدهر بالأخبار .. ثم قال لإحسان عاوزك  تزدهر بأخبار اليوم وعاوز أشوف مؤسسة أخبار اليوم فى رفعة وتعود أقوى مما كانت .. وفى مبنى شاهق لتنافسا أول جار الذى هو الأهرام

وفى الحلقة القادمة عندما رفض رئاسة الأهلي

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2