عام درامي ناجح جدًا

عام درامي ناجح جدًامحمد رفعت

الرأى1-1-2022 | 10:18

حققت الدراما المصرية فى العام الماضي 2021 نقلة كبيرة سواء على مستوى الصورة والإخراج أو على مستوى الموضوعات المهمة التي تناولتها العديد من المسلسلات، حيث شاهدنا لأول مرة على الشاشة أعمالاً تناقش موضوعات مهمة مثل مشكلات وأحلام ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة، وقضية كفالة اليتيم ومعاناة فتاة مريضة بالبهاق من التنمر ونظرة المجتمع لها، وغيرها من القضايا التي كانت الأعمال الدرامية لا تقترب منها أو تهتم بها.

وتخلصت الدراما التليفزيونية من عقدة العرض فى الذي كانت تتكدس فيه كل الأعمال خلال السنوات الماضية، وأصبحنا نشاهد أعمالاً درامية جديدة على مدار العام كله وفي نفس الوقت تحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا ونسبة مشاهدات عالية، ولم تعد المنافسة مقصورة على الماراثون الرمضاني فقط، والذي كان يصيب المشاهدين بالحيرة والارتباك ويظلم العديد من الأعمال الجيدة، بسبب عرضها فى أوقات غير مناسبة للجمهور.

ومن الظواهر الدرامية الإيجابية أيضًا فى العام الماضي، عودة مسلسلات ال15حلقة والسباعيات ومسلسلات الثماني والعشر حلقات، بعد أن كان الأمر يقتصر فقط فى العقد الأخير على مسلسلات ال30 حلقة التي يتم مط وتطويل أحداثها حتى تغطي شهر رمضان كله، وغالبا ما كانت تزيد إلى34 أو 35 حلقة لتغطي أيام العيد كذلك.

وساهم فى نجاح تلك النوعية من المسلسلات ذات الحلقات المحدودة، فضلاً عن المسلسلات ذات الحلقات المتصلة المنفصلة، والتي يجمع بينها خيط درامي واحد، بينما تعالج كل حلقة حكاية مختلفة ومستقلة، زيادة الإقبال على مشاهدة المنصات الاليكترونية مثل «شاهد» و»واتش ات» وحتى منصة «نتفليكس» العالمية، والتي عرضت لأول مرة فى العام الماضي مسلسلاً مصريًا وهو «ما وراء الطبيعة»، الذي كتبه وأخرجه عمرو سلامة واستوحاه من رواية الكاتب الراحل د. أحمد خالد توفيق، وقام ببطولته الفنان أحمد أمين فى 7 حلقات فقط، حققت نجاحًا كبيرًا وتم ترجمتها إلى لغات عديدة وعرضها فى 139 دولة.

كما تخلصت الدراما المصرية فى 2021 من عقدة النجم الأوحد الذي كان يستولي وحده على معظم ميزانية إنتاج المسلسل، وعادت من جديد مسلسلات البطولات الجماعية، التي يشارك فى بطولتها العديد من الفنانين من مختلف الأجيال، ولمع جيل جديد من كتاب السيناريو والمخرجين الشباب المتميزين الذين أثبتوا وجودهم، أو ثبتوا أقدامهم وحفروا لأنفسهم مكانة بين الكبار مثل الثنائي المخرج بيتر ميمي والكاتب والسيناريست باهر دويدار بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسلهما «الاختيار2»، وخاصة حلقة فض اعتصام رابعة التي حققت ملايين المشاهدات على قناة «اليوتيوب».

وحافظ السيناريست المتميز عبد الرحيم كمال على مكانته الرفيعة بمسلسله الرائع «القاهرة.. كابول»، والذي تصادف عرضه قبل شهور قليلة من استعادة جماعة «طالبان» السيطرة على أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي منها، وكأن المسلسل كان نبوءة بتلك الأحداث التي أدهشت العالم كله.

أضف تعليق