يردد بعض الناس أدعية خاصة عند رفع الرأس من السجود او بين السجدتين فهل هذه الأدعية من السنة ؟ ففي كتاب (المنتخب من كلام سيد الأبرار ) يقول العلامة أبو زكريا محيي الدين ابن شرف النووي:
السنة ان يكبر من حين يبتدئ بالرفع ويمد التكبير الى أن يستوي جالسا فكان رسول الله يدعو ويقول بين السجدتين ( رب اغفر لى، رب اغفر لى وجلس بقدر سجوده ).
ففي سنن البيهقى عن ابن عباس في حديث مبيته عند خالته ميمونة رضى الله عنها، وصلاة النبى صلى الله عليه وسلم في الليل فذكره قال: وكان إذا رفع رأسه من السجدة قال ( رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني وارزقني واهدني ) وفى رواية ابى داود: وعافنى، اسناده صحيح.
السجدة الثانية
فإذا سجد السجدة الثانية قال فيما ذكرناه في الأول سواء، فإذا رفع رأسه منه رفع مكبرا، وجلس للاستراحة جلسة لطيفة بحيث تسكن حركته سكونا بينا، ثم يقوم في الركعة الثانية ويمد التكبيرة التي رفع بها من السجود الى أن ينتصب قائما..ويكون المد بعد اللام من الله.
هذا أصح الأوجه لأصحابنا، ولهم وجه أن يرفع بغير تكبير ويجلس للاستراحة، فإذا نهض كبر، ووجه ثالث ان يرفع من السجود مكبرا ن فإذا جلس قطع التكبير، ثم يقوم بغير تكبير، ولا خلاف أن يأتي بتكبيرتين في هذا الموضع، وإنما قال اصحابنا: الوجه الأول أصح لئلا يخلو جزء من الصلاة عن ذكر.
جلسة الاستراحة
واعلم ان جلسة الاستراحة سنة صحيحة ثابتة في صحيح البخاري وغيره من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومذهبنا استحبابها لهذه السنة الصحيحة، ثم هي مستحبة عقب السجدة الثانية من كل ركعة يقوم عنها، ولا تستحب في سجود التلاوة في الصلاة والله أعلم.
اذكار الركعة الثانية
ونعلم ان الاذكار التي ذكرناها في الركعة الأولى يفعلها كلها في الركعة الثانية، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: كان النبى يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لى)
وروى في صحيح مسلم أيضا عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم لك سجدت وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهى للذى خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله احسن الخالقين ).