القافلة الدعوية للأزهر والأوقاف "بمدينة الأمل" يؤكدون: العمل شرف وإتقانه واجب

القافلة الدعوية للأزهر والأوقاف "بمدينة الأمل" يؤكدون: العمل شرف وإتقانه واجبالأوقاف

الدين والحياة7-1-2022 | 18:47

دعا أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر و الأوقاف المكلفين بأداء خطبة وصلاة الجمعة اليوم "بمدينة الأمل" في محافظة القاهرة، المواطنين إلى العمل وأداء كل منهم ما يتكلف به من عمل ما دام في طاعة الله ويؤدي إلى الرقي بالمجتمع والوطن والحفاظ عليه، مؤكدين أن العمل شرف وإتقان وواجب ديني.

وأكد الدكتور أيمن علي أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة- من على منبر مسجد (ضياء الحق)- أن الإسلام نظر إلى العمل نظرة تعظيم وتمجيد؛ فهو سبيل الرقي والتقدم، والمتأمل في القرآن الكريم يجد فيه دعوة صريحة للعمل الذي يتحقق به إعمار الكون، وتحقيق الخير للدنيا كلها، حيث يقول الحق سبحانه: "هُوَ أَنْشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا"، ويقول سبحانه: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".

من جهته، أكد حسين سيد مجاهد حسن الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الأزهر- من على منبر مسجد (الحرمين)- أهمية العمل فقد جاء الأمرُ به بعد الأمر بالصلاة مباشرة في قوله تعالى : "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وكان سيدنا عراك بن مالكٍ (رضي الله عنه) إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد، فقال: "اللهم إني أجبت دعوتك وصليت فريضتك، وانتشرت كما أمرتني، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين".

بدوره، أكد الدكتور محمد السيد نصار مدير عام الإدارة العامة للإرشاد ونشر الدعوة- من على منبر مسجد (البشير النذير)- أن السنة النبوية المطهرة زاخرةٌ بالدعوة إلى العمل والجدِّ فيه، باعتباره شرفًا يحفظ للإنسان كرامته، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أفضلُ الكسْبِ بيعٌ مبرورٌ، وعملُ الرجلِ بيدِه".

ومن على منبر مسجد (الدربي) أوضح الشيخ عماد أحمد عثمان أحمد واعظ بمنطقة وعظ القاهرة أن عمل الإنسان بيده شرف له؛ فقد كان سفيانُ الثوريّ (رحمه الله) يمُرُّ ببعض الناس وهم جلوسٌ بالمسجدِ الحرام، فيقول: ما يُجلِسُكم؟ قالوا: فما نصنَع؟! قال: اطلُبوا من فضلِ الله، ولا تكونوا عيالاً على المسلمين، ويقول سيدنا عمر (رضي الله عنه): لَا يَقْعُدُ أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي؛ فَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ السَّمَاءَ لَا تمطر ذهبًا ولا فضة.

ومن على منبر مسجد (العنود)، أشار الدكتور عمرو محمد عبدالغفار الكمار مدير عام الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة إلى أنه لشرف العمل وأهميته كان الأنبياء (عليهم السلام) يعملون بأيديهم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "كَانَ دَاوُدُ (عليه السلام) لا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ".

وأكد الشيخ أحمد عبد الله أحمد بكير واعظ بمنطقة وعظ القاهرة- من على منبر مسجد (عباد الله الذاكرين)- أن السيدة عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) يَخصِفُ نعله، ويَخيط ثوبَه، كما دعانا (صلى الله عليه وسلم) إلى العمل حتى في آخر لحظات حياتنا، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ".

ومن على منبر مسجد (فتح الإسلام)، أكد الدكتور محمد الصغير إسماعيل محمد مدير إدارة المقارئ أنه لشرف العمل جعلت الشريعة الإسلامية لمن يسعى على كسب معاشه ورزق أولاده أجر الشهيد، فقد ربط القرآن الكريم بين العمل وبين التضحية في سبيل الحق، حيث يقول سبحانه: "وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

وأكد الشيخ عبد الهادي سعيد عبد الهادي واعظ بمنطقة وعظ القليوبية- من على منبر مسجد (العرايشية)- أن العمل والسعي على الرزق يُعد في سبيل الله، فحينما مرَّ رجلٌ عَلَى نبينا (صلى الله عليه وسلم) فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): "إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَهْلِهِ فَفِي سَبِيلِ اللهِ".

ومن على منبر مسجد (الشهيد حمزة)، أوضح الشيخ حسن عبد الكريم عسران عضو الإدارة العامة للإرشاد ونشر الدعوة أن الإسلام لم يطلب منا مجرد العمل فحسب، بل حثنا على إتقانه ابتغاء مرضاة الله عز وجل، ولقد وعد ربنا (عز وجل) من يتقن عمله بالثواب العظيم، حيث يقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"، كما أن إتقان العمل من الأمور التي يحبها الله (عز وجل)، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ".

وأكد الشيخ محمد وجيه مبروك عبد العال واعظ بمنطقة وعظ الجيزة- من على منبر مسجد أنس بن مالك (الفتح)- أن العمل أمانةٌ ومسئوليَّةٌ في عنق كل عامل أو موظف أو مسئول، يراقب فيها ربه (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"، ويقول (عز وجل): "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ".

أضف تعليق