حتى لا ننسى.. فى السادس من أغسطس عام 1945 قامت الولايات المتحدة الأمريكية بقصف مدينة هيروشيما بقنبلة ذرية وبعدها بثلاثة أيام قصفت نجازاكى، بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام، وكان نصه أن تستسلم اليابان بدون أى شروط، إلا أن رئيس الوزراء اليابانى تجاهل المهلة، فأصدر الرئيس هارى ترومان أمره بإطلاق القنبلة الذرية على هيروشيما ونجازاكى، فقتلت القنابل 220 ألف يابانى معظمهم من المدنيين متأثرين بالحروق والصدمات، ومات أكثر من نصفهم فى نفس يوم التفجيرات، وأعلنت اليابان استسلامها.
كان وزن قنبلة هيروشيما لم يتجاوز 60 كيلو جراما، واستغرقت 57 ثانية فقط لتسقط من الطائرة، وتنفجر فوق المدينة لينتج عنها انفجار يعادل 13 كيلو طن من الـ TNT وقام بتدمير 12 كلم من مساحة المدينة وقتل 80 ألف يابانى فى نفس يوم التفجير.
كانت تفجيرات اليابان هى الأولى والأخيرة التى استخدمت فيها أسلحة نووية.. و السلاح النووى سلاح تدمير محرم دوليًا، يعتمد فى قوته التدميرية على عملية الانشطار النووى ونتيجة لهذه العملية تكون قوة انفجار قنبلة نووية صغيرة أكبر بكثير من قوة انفجار أضخم القنابل التقليدية، فيمكن لقنبلة نووية صغيرة إلحاق أضرار فادحة بمدينة بأكملها، لذلك تعتبر الأسلحة النووية أسلحة دمار شامل ويخضع تصنيعها واستعمالها إلى ضوابط دولية.
وهناك 9 دول تمتلك حوالى 13 ألف سلاح نووى، سواء كانت منتشرة – صواريخ على الأرض أو البحر أو الجو – أو مخزنة، وهناك حوالى 2000 منها فى حالة تأهب قصوى ويمكن إطلاقها فى أى لحظة.
وتمتلك الولايات المتحدة وروسيا أكبر ترسانات الأسلحة النووية.
ومنذ عام 1970 انضمت الدول النووية لمعاهدة حظر الانتشار النووى التى لم توقعها الهند وباكستان وإسرائيل، وتراجعت عنها كوريا الشمالية عام 2003.
ومساء الإثنين الماضى أصدر قادة الدول النووية بيانًا مشتركًا تعهدت فيه خمس قوى نووية هى فرنسا، الصين، روسيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، بأنها تعتبر تجنب الحرب بين الدول الحائزة للأسلحة النووية وتقليل المخاطر الاستراتيجية من مسئولياتها الأولى.
وأكد البيان أنه لا يمكن الانتصار فى حرب نووية ولا يجب خوضها أبدًا، نظرًا لأن الاستخدام النووى سيكون له عواقب بعيدة المدى.
كما أكد أيضًا أن الأسلحة النووية يجب أن تخدم أغراضًا دفاعية وردع العدوان ومنع الحرب، وأكدت الدول الموقعة على البيان على أهمية التصدى للتهديدات النووية وشددت على أهمية الحفاظ على الاتفاقات والالتزامات الثنائية والمتعددة الأطراف بشأن حظر انتشار الأسلحة النووية وضبط التسلح.
والفكرة الأساسية للبيان هى عدم جواز شن أى حرب بين الدول النووية، سواء بالأسلحة النووية أو التقليدية، كما أنه يعيد التأكيد على الالتزامات التى سبق أن قبلتها الدول الخمس.
ولا شك أن توقيع قادة القوى النووية على بيان منع الحرب النووية سيساهم فى خفض مستوى التوتر الدولى والمساعدة فى بناء الثقة وإرساء أسس تعاون المستقبل، واتخاذ التدابير للحد من مخاطر الأسلحة الهجومية والدفاعية.