أصدر السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، اليوم "الثلاثاء"، مرسوماً سلطانياً سامياً، بإنشاء الأكاديمية السلطانية للإدارة وتحديد اختصاصاتها واعتماد هيكلها التنظيمي، وذلك بالتزامن مع الذكرى الثانية لتولي السلطان هيثم مقاليد الحكم في ١١ يناير ٢٠٢٠م.
وتضمن المرسوم رقم (٢/ ٢٠٢٢)، ١٢ مادة لإنشاء الأكاديمية السلطانية للإدارة، بحيث تكون لها الشخصية الاعتبارية وتتمتع بالاستقلال المالي والإداري، وتكون تحت الرعاية الفخرية لسلطان عُمان، ويكون مقرها في محافظة مسقط، ويجوز إنشاء فروع لها في المحافظات الأخرى.
كما أوضح المرسوم السلطاني أن يكون للأكاديمية مجلس أمناء برئاسة وزير ديوان البلاط السلطاني، ويصدر بتعيين أعضائه وتحديد مدة عضويتهم قرار من مجلس الوزراء، وتكون لمجلس الأمناء الصلاحيات ذاتها المقررة لمجالس إدارات الهيئات العامة المنصوص عليها في نظام الجهاز الإداري للدولة، ويكون للأكاديمية رئيس بالدرجة الخاصة ويصدر بتعيينه مرسوم سلطاني، وتؤول للأكاديمية كافة المخصصات والأصول والحقوق والالتزامات والموجودات الخاصة بكل من: معهد الإدارة العامة، ومعهد تطوير الكفاءات في ديوان البلاط السلطاني.
وقد صرح خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني رئيس مجلس أمناء الأكاديمية، بأن إنشاء هذه الأكاديمية يأتي انطلاقاً من إيمان السلطان هيثم بن طارق بتطوير الموارد البشرية، ومواءمةً مع متطلبات الرؤية المستقبلية "عُمان ٢٠٤٠"، وترجمةً للمقاصد السامية لإعداد الكوادر العُمانية وتدريبها لتضطلع بدورها في خدمة الاقتصاد العُماني وأساليب إدارته على مستوى القطاعين العام والخاص، ليكون اقتصاداً منتجاً ومتسقاً مع مسارات الاقتصاد العالمي الحديث دائم التطور، وانسجاماً مع مسعى الأكاديمية السلطانية للإدارة ورؤيتها الطموحة بأن تكون منارة رائدة عالمياً تستوعب وتؤطر المنهجيات الحديثة وفق أسس التنافسية والابتكار تحقيقا لرؤية عُمان المستقبلية.
وأوضح "خالد البوسعيدي" أن الأكاديمية تهدف إلى تأهيل وتطوير القيادات الإدارية الحالية وإعداد القيادات الواعدة في القطاعين العام والخاص، وفق المنهجيات الإدارية الحديثة مرتكنة في عملها على ٣ أبعاد أساسية، هي: رؤية عُمان ٢٠٤٠، واحتياجات المستقبل في ظل الاقتصاد الجديد، وتوظيف تقنيات وأساليب التعلم الحديثة ولا سيما التعلم المدمج.
كما أكد وزير ديوان البلاط السلطاني رئيس مجلس أمناء الأكاديمية، على أن البرامج والمبادرات التي ستطلقها الأكاديمية ستستند على إطار "الكفاءات الإدارية ٢٠٤٠" الذي سيحدد المعارف والمهارات المطلوبة لتحقيق الرؤية، وستسعى الأكاديمية من خلال علاقاتها وارتباطاتها مع المؤسسات العالمية إلى اقتناء الأحدث من المعارف والأدوات، وتطويعها بما يناسب احتياجات السلطنة.
وأشار "خالد البوسعيدي" إلى أن الأكاديمية ستقوم بتقديم الدراسات التطبيقية لتطوير المحتوى الفكري المتخصص في الإدارة الحكومية الحديثة، ورفد القيادات في القطاع العام بما هو جديد في العمل الحكومي، بما يضمن مواكبة مؤسسات القطاع العام لمفهوم "الإدارة العامة الحديثة" الذي يُعنى بتطبيق مبادئ وأساليب إدارة الأعمال في القطاع العام، بما يُسهم في تعزيز ثقافة الكفاءة والإنتاجية والابتكار في مؤسسات الجهاز الإداري للدولة، كما ستعمل الأكاديمية على إطلاق برامج متخصصة في الإدارة المحلية مصممة لتطوير وتأهيل العاملين في المحافظات بمختلف مستوياتهم الإدارية، بهدف تنمية المحافظات وتعزيز تنافسيتها، وتوافقاً مع التوجه العالمي نحو التعليم والتدريب الرقمي، ستتيح الأكاديمية فرصة وصول الملتحقين بها إلى مختلف المنصات التعليمية والمكتبات الرقمية الخاصة بها والمؤسسات التعليمية التي تتشارك معها في تقديم البرامج.
وقد أكد محللون استراتيجيون أن "اللامركزية" في صناعة القرار السياسي والاقتصادي وتمكين المواطنين من المشاركة الفاعلة في إدارة شئون بلادهم، أصبحت سمة أساسية ومن أبرز تجليات رؤية ٢٠٤٠ ومشروع نهضة عُمان المتجددة في ظل العهد السعيد للسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.