حماة الوطن يطالب بموقف عربى وإسلامى موحد ضد قرار «ترامب» بقطع المعونات

حماة الوطن يطالب بموقف عربى وإسلامى موحد ضد قرار «ترامب» بقطع المعوناتحماة الوطن يطالب بموقف عربى وإسلامى موحد ضد قرار «ترامب» بقطع المعونات

* عاجل21-12-2017 | 15:28

كتب: أحمد حمدى

كشفت الولايات المتحدة الأمريكية النقاب عن وجهها المتأمر على منطقتنا وأمتنا وقد جاء الفيتو الأمريكى بمجلس الأمن ضد مشروع القرار المصرى برفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها لتسقط ورقة التوت ويكشف الوجه الحقيقى بلا أدنى مواربة  فلطالما كان الفيتو الأمريكى حجر عثرة فى وجه عدالة القضية الفلسطينية

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى تستخدم فيها واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مع القضية الفلسطينية فالولايات المتحدة تستخدمه كمظلة لحماية إسرائيل مهما ارتكبت من جرائم ضد الانسانية كما لو أن إسرائيل هي التي تملك حق "الفيتو )

وفي محاولة دبلوماسية لإجهاض قرار ترامب الظالم بنقل السفارة الأمريكية للقدس، سعت مصر جاهدة لإقناع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باستصدار قرار يرفض التحرك الأمريكي الفردي تجاه القضية الفلسطينية التاريخية، إلا أن حق واشنطن في "البلطجة" على العالم أحبط الحراك المصري، ليبقى الوضع على ما تريده أمريكا وعلى العرب اللجوء إلى الدعاء.. أو الصمت والبكاء.. كما يفعل الشخص الضعيف في مواجهة الازمات

وها هي أمريكا تستخدم حقها في البلطجة والسيطرة على شعوب العالم من خلال إجهاض التحرك المصري في مجلس الأمن، والذي سعت إليه القاهرة لانتزاع قرارا يدين ما فعلته واشنطن من اعترافها بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، والذي لا نعترف كعرب بحقه في الوجود بيننا من الأساس، لكن واشنطن بما لديها من عضلات تستطيع مواجهة التفكك العربي الذي نمر به حاليا، بسبب المخططات الصهيونية التي مرت بها المنطقة العربية خلال السنوات السبع الماضية وتحديدا منذ بدء ضرب استقرار المنطقة بموجات الربيع العربي، والتي لم يجن منها العرب سوى المزيد من الفوضى والتفكك والضعف والانهيار الاقتصادي والضبابية المستقبلية

الولايات المتحدة حسمت تعاملها مع منطقة الشرق الاوسط وفقا لرؤية استراتيجية اتضحت معالمها بعد 2001 ثم 2003 بعد إسقاط نظام صدام حسين و تقوم على تعبئة دول المنطقة لصالح واشنطن وخلق بيئة سياسية غير مستقرة واستخدام التطرف كورقة للعب وعدم وجود قوي اقليمية في المنطقة

الولايات المتحدة الأمريكية وضعت نفسها فى عزلة سياسية أمام المجتمع الدولى باستخدامها حق النقض الفيتو ضد القرار المصرى بشان القدس وعلى الرغم من عدم اعتماد القرار ألا أنه يتضح أمام العالم أن الولايات المتحدة الأمريكية أخطاءت وخطت خطوة عير قانونية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

أن القدس لم تضع اليوم بل ضاعت منذ زمن فى ظل الصمت غير المبرر والتواطؤ العربى من رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية لسنوات عديدة أستغلتها إسرائيل فى محاولة لتهويد القدس ، حيث أصبح الطريق إلى القدس الشرقية محاطا بالمستوطنات والكتل الأسمنتية جهارا نهارا على مرئى ومسمع من العالم العربى والإسلامى دون ان يحرك ذلك لهم ساكنا، بل وأصبح الوصول إليها شبه مستحيل إلا عن طريق إسرائيل

لقد ضاعت القدس يوم أن هاجر إليها اليهود أفواجًا بعد وعد «بلفور» عام 1917م ضاعت القدس يوم أن تآمر الأمريكان في مؤتمر المائدة المستديرة لتقسيم فلسطين عام 1947 م واصبح من يريد دخول القدس لا بد أن يختم جواز سفره بتأشيرة تل أبيب

ضاعت القدس منذ أن تصارعت فتح وحماس على السلطة مَنْ منهم يحكم  - القدس ضاعت يوم أن أدركت الشعوب العربية أن حكامها لا يملكون مقاطعة أمريكا خوفا على عروشهم -  القدس ضاعت يوم أن اشتعل القتال في سوريا وليبيا واليمن والعراق، وتحولت البلدان العربية إلى فتات يأكل بعضها البعض، وموّلت أمريكا الإرهاب وقادته إسرائيل والعملاء من الدول العربية لتقف مصر وحدها فى مواجهة هذا الارهاب نيابة عن العالم كله

المشروع المصري في منتهى الذكاء والجرأة.. مصر تدرك يقينًا أن الفيتو الأمريكي في انتظارها وأن مشروعها سيتم رفضه حتى لو حصل على موافقة الـ 14 عضوًا الآخرين.. لكن سيسجل التاريخ وستسجل الأمم المتحدة أن اقتراحًا بالنص السابق تم رفضه وهو يثبت الجريمة على أمريكا ولا ينفيها وهو في ذاته وثيقة في أي معارك دبلوماسية أو تاريخية أو قضائية دولية، رغم إدراكنا أن العدو الإسرائيلي لا يعرف إلا لغة القوة.. لكن المشروع يثبت انتهاء زمن "الخواطر" السياسية وربما انتهاء عصر تشابكات السياسة بين مصر والولايات المتحدة.. ويؤكد أيضًا -وهو خلاصة الأمر- انتماء مصر لقضاياها الحقيقية وأن لهذه القضايا الأولوية على سواها وإنما يربطها بأمتها وبأمنها القومي أكبر مما يربطها بالولايات المتحدة!

مصر وهي عفية لا تنسى أمتها ولا أمنها الحقيقي ولا أولوياتها.. ومصر وهي منهكة لم تنس وقدمت ما تتحمله ظروفها ومصر وهي منشغلة تبني نفسها من جديد وتعوض ما فاتها تقدم كل ما تستطيعه وكل ما يمكنها أن تقدمه

أن إثارة القضية في المحافل الدولية من شأنه أن يمنع أى دولة ترغب في تكرار الخطوة التي قام بها الرئيس الأمريكي و القوى الدولية الكبرى لم تبدِ انزعاجا من قرار واشنطن بشأن القدس، لكنها في الوقت نفسه غير سعيدة بغضب الجانب العربي والفلسطيني. وصوّت لصالح مشروع القرار المصري، 14 دولة، هي: مصر، الصين، فرنسا، روسيا، بريطانيا، السنغال، إثيوبيا، اليابان، كازاخستان، أوروجواي، بوليفيا، السويد، إيطاليا، وأوكرانيا، مقابل صوت واحد ضده هو الولايات المتحدة التي استخدمت حق الفيتو. إن الفيتو الأمريكي يزيد من عزلة الولايات المتحدة وإسرائيل بعد موافقة 14 دولة داخل مجلس الأمن والرفض الأمريكي المنفرد، مؤكدًا أن قرار ترامب بشأن القدس تسبب في زيادة وتيرة الإرهاب في منطقة الشرق الإوسط وقد يحول الصراع السياسي إلى صراع ديني

يخرج عدد من المسؤولين في الأقطار العربية بتصريحات عن التطبيع مع اسرائيل لا نطلب من الدول فتح جبهات حرب وقتال ضد الاحتلال الاسرائيلي ، وانما اجراءات عقابية ضد اسرائيل وامريكا ، بدلاً من التطبيع والسعي لاقامة العلاقات معها ، والعمل على دعم قضية الشعب الفلسطيني ، والدفاع عن القدس العربية ، وهي أهم قضية في الوقت الحاضر ولابد من الاتحاد والتكامل اقتصاديا وسياسيا والتماسك تحت رايه واحده من اجل نصرة القضية الفلسطنية وارغام امريكا واسرائيل الانصياع للقرارات والمواثيق الدولية ، ووقف الجرائم المتواصلة منذ سبعة عقود دون توقف ضد جماهير الشعب الفلسطيني

على جميع الفصائل الفلسطينية التوحد والاصطفاف لمواجهة العدوان الإسرائيلي وأهمية تكريس الوحدة الوطنية، والعمل من أجل مصلحة الوطن ونبذ الخلافات الشخصية جانباً

نطالب بموقف عربي وإسلامي موحد ضد قرار ترامب، موضحا وما فعله هذه المرة لاتفلح معه قرارات الشجب والاستنكار مثل ما سبق وأنها لن تؤتي ثمارها و القدس مليئة بالأماكن المقدسة التي يذهب لزيارتها المسلمون والمسيحيون ولايعقل  أبدًا أن تستولي إسرائيل عليها ونعول علي العرب في الخرج بقرارات حاسمة لإنهاء تلك المهزلة والوحدة والتضامن هما الحل لاجبار أمريكا علي التراجع عما تفعله

ولابد من طرد السفير الأمريكي ومقاطعة كاملة لكل شئ امريكي الصنع لحين تراجعها عن هذا القرار المؤسف

استنكر اللواء محمد الغباشى مساعد رئيس حزب حماة الوطن تهديدات الرئيس الامريكى دونالد ترامب لدول العالم بقطع المساعدات عن كل من يصوت لصالح القرار الفلسطينى الرافض لقراره باعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل، معتبرا هذه التهديدات بالابتزاز والتعدى السافر على سيادة الدول الأعضاء فى للأمم المتحدة

وأشار مساعد رئيس الحزب إلى أن هذا التهديد يمثل أهانه الأمم المتحدة وأنه لا ينظر إليها أنها منظمة جادة متجاوزا الأعراف الدبلوماسية، ويقوض أركان التنظيم الدولى بأكلمه

واوضح الغباشى أن الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة دول ذات سيادة و منحازة للقانون الدولى وللمبادئ والقيم التى أُنشأت من أجلها، والمتمثلة برفض قرار ترمب بشأن القدس، وإنما تدافع عن القانون والشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن مطالبا  بموقف عربي وإسلامي موحد ضد قرار ترامب.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2