القدس.. ومصر.. والرئيس السيسى

القدس.. ومصر.. والرئيس السيسىالقدس.. ومصر.. والرئيس السيسى

* عاجل21-12-2017 | 22:55

كتب: عاطف عبد الغنى

كانت مصر على حق عندما تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن ضد قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن القدس، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.

كان التحرك الدبلوماسى المصرى يمهد لخطوة تالية، فصانع القرار والفريق الدبلوماسى المعاون والجميع يعرف جيدا أن الولايات المتحدة لن تسمح بتمرير القرار المصرى فى مجلس الأمن وسوف تستخدم ضده حق "الفيتو".

وفى مداخلة هاتفية مع ترامب، قبل ساعات من إعلانه لقراره المتهور أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على الموقف المصرى الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس فى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.

وبالطبع أغضب هذا الإدارة الأمريكية ، وأغضب أصدقاء إسرائيل فى الكونجرس وفى دوائر صناعة القرار المختلفة فى الولايات المتحدة الأمريكية، لكن شخصية المقامر غلبت على الحكمة عند ترامب فصدر القرار على النحو الذى يعرفه الجميع.

وأصدرت وزارة الخارجية بيانًا شديد اللهجة، أشارت فيه إلى أن من لا يملك منح من لا يستحق، وأن أمريكا بقرارها غير المدروس تنسحب من دورها كوسيط لحل القضية الفلسطينية، كما رفض كل من الأزهر والكنيسة استقبال نائب الرئيس الأمريكى باينس، اعتراضًا على القرار.

على مسار آخر كانت مصر تواصل جهودها فى تفعيل قرارات المصالحة على الجانب الفلسطينى وترجمتها إلى سلوك واقعى على الأرض، لرأب الصدع بين رام الله وغزة، وتعمل حكومة الوفاق الوطنى فى أجواء مستقرة وهادئة، وهذا أيضا ما أغضب الجانب الإسرائيلى والأمريكى اللذين كانا يراهنان على الانقسام الفلسطينى لتمرير مخطط الاستيلاء النهائى على مدينة القدس تمهيدا لخطوات أخرى مفزعة.

واليوم يأتى انتصار جديد للقدس وللقضية الفلسطينية، يحمل زخما كبيرا ، لن يقلل منه ومن تبعاته إلا أن يركن أصحاب القضية جميعهم فى مواصلة ما بدأوه ضد قرار ترامب الجائر الظالم، ويأتى دور المقاوم الفلسطينى ليعلن للعالم أحقيته فى بلاده وللمحتل  أنه لن يستسلم وسوف يواصل الكفاح والجهاد حتى يسترد أرضه وحقه السليب فى دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

أضف تعليق