في مثل هذا اليوم منذ 51 عاما كان يوما من اعظم أيام مصر الحديثة يوم افتتاح أعظم مشروع هندسى شيد في القرن العشرين (وفقا لتقرير صادر عن الهيئه الدوليه للسدود والشركات الكبرى ) السد العالى ،وهذا اليوم 15 يناير هو العيد القومى ل محافظة أسوان ، و السد العالى الذى بدأبنائه في عام 1960 وتم افتتاحه يوم 15 يناير عام 1970 . فى مثل هذا اليوم، 15 يناير من عام 1971، افتتح الرئيس الراحل محمد أنور السادات مشروع السد العالى بأسوان، والذى كان حلماً وضع أساسه وبدأ فى تنفيذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي الذى ساعد مصر فى إنشاء السد بعد رفض البنك الدولي تمويل بنائه.
وكما يقول المؤرخ ابراهيم العنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب فقد عمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي واكتمل بناؤه في 1968 وافتتح السد رسميا في عام 1971 . وتجدر الاشاره الى ان اول من اشار ببناء هذا السد هو العالم العربي المسلم الحسن ابن الحسن ابن الهيثم – ( ولد عام 965 م وتوفي عام 1029 م ) . والذي لم تتح له الفرصه لتنفيذ فكرته و ذلك بسبب عدم توفر الالات اللازمه لبنائه في عهده.
ويضيف المؤرخ إبراهيم العنانى ان سد أسوان العالي أو السد العالي هو سد مائي على نهر النيل في جنوب اسوان مصر ، انشئ في عهد جمال عبد الناصر وشارك السوفييت في بنائه، ساعد كثيرا في التحكم في تدفق المياه والتخفيف من اثار فيضان النيل و يستخدم لتوليد الكهرباء في مصر.
طول السد 3600 متر ، عرض القاعده 980 متر ، عرض القمه 40 مترا ، والارتفاع 111 متر ، حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من اسمنت وحديد ومواد اخرى ، و يمكن ان يمر خلال السد تدفق مائي يصل الى 11,000 متر مكعب من الماء في الثانيه الواحده.
ومن الآثار الايجابيه للسد العالي انه عمل على حمايه مصر من الفيضان والجفاف ايضا حيث ان بحيره ناصر تقلل من اندفاع مياه الفيضان وتقوم بتخزينها للاستفاده منها في سنوات الجفاف .. وعمل السد العالي ايضا على التوسع في المساحه الزراعيه نتيجه توفر المياه وهذا التوسع افقى و راسى وعمل ايضا على زراعه محاصيل اكثر على الارض نتيجه توفر المياه مما اتاح ثلاث زراعات كل سنه، ايضا عمل على توليد الكهرباء التى افادت مصر اقتصاديا .
ولقد تم إقرار السد العالي كأعظم مشروع هندسي بالقرن العشرين ( تقرير صادر عن الهيئه الدوليه للسدود والشركات الكبري )وقيم السد العالي في الصداره في كافه المشروعات وقال انه تجاوز ما عداه في المشروعات الهندسيه المعماريه واختارته الهيئه الدوليه كأعظم مشروع هندسي شيد في القرن العشرين .
واكد التقرير الدولي ان السد العالي تفوق على 122 مشروعا عملاقا في العالم . لما حققه من فوائد عادت على الجنس البشري - حيث وفر ل مصر المياه بعد ان كانت مياه النيل بكميات كبيره يتم فقدها في البحر المتوسط.
اتجهت مصر الى اليونسكو تطالبه بجمع التبرعات للانقاذ معبد رمسيس الثاني الا ان الاتحاد السوفيتي الذي ساهم في بناء السد رفض جمع تبرعات لانقاذ معابد اثريه حسب ايدولوجيته في ذلك الوقت اما امريكا فكانت علاقات عبد الناصر بها سيئة للغايه ، و بعد مباحثات وافق الرئيس الامريكي وارسل موافقته للجنه بالكونجرس لكي تقر المشروع .. الا ان رئيس اللجنه رفض المشروع مستنكرا ان تتبرع امريكا بـ 11 مليون دولار لمستر رمسيس اى التبرع لانسان اسمه رمسيس وسارع وزير الثقافه بالاتصال بكل المسئولين في امريكا لشرح الامر بان مستر رمسيس هذا ما هو الا معبد ضخم عمره 1244 عاما قبل الميلاد والذي تم اكتشافه عام 1817 من الرمال التي كان تغطيه ، ووافقت لجنه الكونجرس على مشروع مستر رمسيس وجاء الوزير حاتم وعلى مسئوليته الخاصه بمشروع اعتماد 11 مليون دولار لبدء تنفيذ المشروع في مجلس الشعب وحصل على موافقه المجلس من ولم يكن قد تم تحويل المبلغ الى مصر وستره الله و تم التحويل وتم انقاذ المعبد بفضل جهود رجل احبه الله فاحبه الناس حتى الان.
رساله من البيت الابيض الامريكي : لقد حدث ان تبرعت الولايات المتحده الامريكيه بمبلغ عشره ملايين جنيه لانقاذ اثار ابو سنبل من الغرق ، وتقدير من مصر لهذا التبرع وافق جمال عبد الناصر على عرض بعض اثار ( توت عنخ امون ) في الولايات المتحده ، كما تقرر ارسال تمثال صغير لاحد النبلاء من عصر توت عنخ امون كهديه خاصه للبيت الابيض.
و بتاريخ 3 نوفمبر 1961 كتبت جاكلين كيندي سيده البيت الابيض في ذلك الوقت خطابا الى جمال عبد الناصر جاء به ( لا اعرف كيف اعبر عن شكرنا العميق .. فلقد جعلت من الممكن لنا على بعد محيطات كثيره من مصر ان نرى كنوز مقبره توت عنخ امون .. فلقد عشت حياتي كلها اتمنى ان ارى اثار مصر وهكذا يمكنك ان تتخيل مشاعري عندما وقفت امام كنوز توت عنخ امون ، و لقد وقفت اخيرا امام التمثال الرائع التي تفضلتم باهدائه الى البيت الابيض لاحد النبلاء من القرن الخامس قبل الميلاد ، ووجدت نفسي اقف مشدوده لا اعرف ماذا اقول حتى لكأنني فقدت القدره على النطق .. لقد اغرمت بفنون مصر اكثر من غرامى باي فنون اخرى ، ومنذ ان كنت تلميذه مغيره فلقد استطاع اساتذتي ان يفتحوا عينى علي روائع الفن المصري وانت تعرف مشاعر زوجي تجاه انقاذ اثار المعابد البديعه الموجوده في اعالي النيل وتستطيع ان تتخيل ما الذي يعنيه ان اجد عندنا في البيت الابيض نموذجا من اثار مصر .. انه جميل الى درجه انني اشعر بالاسى له وهو يجد لنفسه بيتا جديدا بعيدا عن مصر ولك ان تعلم ان طيفه سوف يظل معنى طوال حياتنا وبالتاكيد فان عمره سوف يكون اطول من اعمارنا وسيظل له دائما جلاله الذي لا يضاها وانا واثقه انه سوف يوقظ لدى كثير من الامريكيين حبهم لحضاره بلادكم وربما كان في ذلك بعض التعويض عن اغتراب .