دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى توثيق علاقة أوروبا بالقارة الإفريقية عبر إعادة النظر في تحالف جديد بينهما واصفا إفريقيا بـ"القارة الصديقة".
وقال ماكرون - خلال خطاب ألقاه اليوم الأربعاء أمام أعضاء البرلمان الأوروبي حول رؤيته للاتحاد والأولويات التي ستحظى باهتمامه مع رئاسة فرنسا للمنظمة - إن أوروبا ساعدت القارة الإفريقية خلال الجائحة وستواصل القيام بذلك، واقترح إبرام اتفاق اقتصادي جديد بين القارتين، مشيرًا إلى أن فرنسا اقترحت على صندوق النقد الدولي تقديم المساعدات للدول الإفريقية في مجال التعليم والصحة والمناخ من أجل تنمية القارة وتحقيق الوعود لشباب لإفريقيا ومساندتها في المجال الأمني لمواجهة تصاعد أعمال الإرهاب.
وأضاف أن قارة أوروبا مبنية على نموذج فريد على مستوى العالم من التقدم والحرية والتضامن وتتمتع بحضارة راسخة، موضحًا أن البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورج يعبر عن إرادة الشعوب الأوروبية معًا.
وأكد الرئيس الفرنسي، أنه تم خلال الأشهر الماضية إدارة الجائحة من قبل الديمقراطيات من خلال نقاشات برلمانية وحرية الصحافة والأنظمة الأكاديمية ما أفضى إلى قرارات أكثر حماية للأرواح، مشددًا على أهمية الحفاظ على دولة القانون وحماية الحقوق وإجراء محاكمات عادلة وفقًا لعدالة مستقلة وأن الحوار هو ثمرة التاريخ الأوروبي ونضاله خلال القرن الماضي؛ واصفًا دولة القانون بـ"الكنز الثمين" وضرورة تعزيز القيم الأوروبية التي تؤكد على وحدة القارة وقوتها وعزتها بعد 20 عامًا على ميثاق الحقوق الأساسي.
وأعرب ماكرون عن رغبته في ظل الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي مواصلة العمل وتوفير وظائف ذات جودة بأجور أفضل مع حد أدنى لأجور كريمة من أجل الجميع وتقليص التفاوت في الأجور بين الرجال والنساء وتخصيص حصص للنساء في مجال رئاسة الشركات من أجل مكافحة جميع أشكال التمييز.
وأضاف أن أوروبا تولي اهتمامًا بالغًا بقضية المناخ والبيئة، وقامت بالاسثمار في تكنولوجيا المستقبل، كما تقدمت المفوضية باقتراحات قوية وسيتم تنفيذ عدد منها من أبرزها اعتماد أول قانون على مستوى العالم ضد إزالة الغابات ومكافحة الاحتباس الحراري.
وفيما يتعلق بالثورة الرقمية، أشار الرئيس ماكرون إلى ضرورة بناء سوق حقيقي رقمي، حيث تستطيع أوروبا وضع الأطر للأطراف الفاعلة من أجل تنظيم التنافس المشروع، مشددًا على ضرورة حماية الحقوق والحريات واحترام الحرية الشخصية ومكافحة خطابات الكراهية والانقسام.
وبشأن الأمن، قال ماكرون إنه يمكن تحقيقه فقط من خلال مواجهة الهجمات الإرهابية والهجرة غير المنتظمة، مشيرًا إلى أن الرئاسة الفرنسية ستقوم بإدخال إصلاحات في مجال فضاء تشجن.
وفي مجال الدفاع، أكد الرئيس الفرنسي أنه يجب أن تكون لدى أوروبا قدرة استباقية تعزز من أمنها وتحمي فضائها، منوهًا بأن دول القارة خلال السنوات الماضية شهدت العديد من الأحداث التي لم يسبق لها مثيل؛ ما يدفعها إلى إعادة النظر في سياساتها في مجال الدفاع واستراتيجتها في مجال صناعة الدفاع والتكنولوجيا.
وأضاف أن أوروبا تشهد تصاعد التوترات؛ لاسيما في دول الجوار ويوجد توترات على مستوى العالم وعودة للحرب ما يوجب إعادة النظر في سياسة الجوار وإعادة النظر في مكانة ومركز أوروبا في العالم.
وفيما يتعلق بدول البلقان، قال الرئيس ماكرون إن أوروبا لا تستطيع صرف النظر عن هذه الدول من خلال جغرافيتها وتاريخها حيث أنها في صميم القارة الأوروبية، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر في العلاقات بين أوروبا ودول البلقان الغربية ومنحها أفاق جديدة وصادقة للانخراط في الاتحاد الأوروبي وليس الهدف تقويض استقرارها ولكن منحها الوقت اللازم للانضمام للاتحاد.
وهنأ الرئيس الفرنسي "روبرتا ميتسولا" بمناسبة انتخابها رئيسة لبرلمان الاتحاد الأوروبي وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ 20 عامًا.