اشتهر فى بداية مشواره السينمائي بتقديم أدوار الشر والشاب ثقيل الظل، ترفضه البطلة فيسعى للتفرقة بينها وبين حبيبها، ومع تقدمه فى العمر بدأت تختلف أدواره ليقدم الكوميديا على طريقته الخاصة، وأشهرها شخصية الجزار "حلاوة العنتبلي" فى فيلم "على باب الوزير" مع نجم الكوميديا الكبير عادل إمام، والذي شاركه بطولة العديد من أفلامه مثل "عصابة حماده وتوتو" و"البحث عن المتاعب"، ولد الفنان الراحل صلاح نظمى بالإسكندرية عام 1918، وعاش يتيم الأب لتهتم أمه بتربيته حتى تخرج فى كلية الفنون التطبيقية ليُعين مهندسًا فى هيئة التليفونات ويظل بالوظيفة حتى وصل إلى درجة مدير عام، خوفًا من غدر الفن، وحتى يستطيع الإنفاق على بيته وزوجته المريضة.
بدأت علاقته بعالم الفن أثناء الدراسة، إذ عُرف بين أقرانه بحبه لتقليد الشخصيات، وفى يوم شاهده مدير المدرسة وهو يقلده، فاختاره ليشارك فى المسرحيات التي تقدمها المدرسة نهاية كل عام دراسي، وفى إحدى المسرحيات قدم شخصية السيد المسيح، لينال إعجاب الجميع، ويحصل على مكافأة هي الإعفاء من المصاريف.
عقب تخرجه فى كلية الفنون التطبيقية شغله الأدب، وفكر فى كتابة رواية ذهب ليعرضها على المسرحي والشاعر والأديب محمد تيمور، لتأتي الصدفة إذ رأى تيمور فى نظمي ممثلًا جيدًا، فقدمه للممثلة ملك، وبعد اختباره ضمته لفرقتها، ومنحته أدوار البطولة، قبل أن ينتقل إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي والفنان عزيز عيد، ثم يعرف طريقه لعالم السينما عن طريق المخرج الكبير هنري بركات.
حياة نظمي لم تكن مثل تلك التي عاشها فى الأفلام، إذ عاش قصة حب جعلت الجميع يضربون به المثل فى الوفاء، وحكى القصة نجله الوحيد "حسين"، مؤكدًا أن عشقه لزوجته الوحيدة الأرمينية، بدأ عندما شاهد فتاة تتردد على جار له بين وقت وآخر، فحاول معاكستها لينال الجزاء المستحق بصفعة زادت من تعلقه بها، فذهب لجاره وسأله من تكون ليكتشف أنها شقيقته فطلب يدها للزواج، وشهد على عقد القران الشقيقان شكري وصلاح سرحان، وقبل أن يُكتب الكتاب سأله شكري لماذا لا تطلب منها الدخول فى الإسلام، ليعرض عليها بالفعل وتوافق وتختار لنفسها اسم والدة زوجها "رُقية" أما الاسم الثاني فكان نظمي.
استمرت قصة حبهما رغم إصابة زوجته بمرض لم ينجح الأطباء فى إيجاد علاج له، وألزمها الفراش لتصبح قعيدة لأكثر من 30 عامًا، لم يتوان فيها نظمي عن خدمة حبيبته، حتى إنه رفض طلبها بأن يتزوج عليها، قائلاً "لو عضم فى قفة مش هتجوزعليكي".
توفى صلاح نظمي فى 16 ديسمبر 1991، بعدما ترك إرثًا فنيًا كبيرًا، ومن أشهر أعماله: "بين الأطلال"، "دايمًا معاك"، "الخيط الرفيع"، "بئر الحرمان"، "على باب الوزير"، "الأستاذة فاطمة"، "شيء من الخوف"، "أنف وثلاث عيون".