ديمغرافية الصراع الدولي والجليد الساخن

ديمغرافية الصراع الدولي والجليد الساخنجمال رائف

الرأى23-1-2022 | 15:03

صراع الأقوياء لا ينتهي، ولم ولن توقفه الجوائح أو مخاطر التغيرات المناخية وغيرها من التحديات الدولية الأخرى، هذا ما يؤكد عليه التناحر المستمر بين الأقطاب الدولية الكبرى، بل هناك سعي لتحويل أماكن الصراع وتبديل ديمغرافية أوراقه، فبعد أن كانت الأوراق تنحصر خلال العقد الماضي في تيارات الفكر المتطرف والميليشيات الإرهابية وتحريكها وفق العوامل العقائدية والجهوية بمنطقة الشرق الأوسط، مما أعطى المجال لتصاعد تيارات الإسلام السياسي المتطرفة في المنطقة.. الآن العالم بين شد وجذب تمارسه الكتلة الشرقة والغربية لتبديل تلك الأوراق القديمة بأوراق للعب جديدة، تؤجج الصراعات العقائدية بنطاقات جغرافية مختلفة، فما بين الرغبة الأمريكية بنقل صراع النفوذ إلى الشرق الأقصي، وبالتحديد ناحية بحر الصين الجنوبي، وما بين محاولة روسيا والصين لاستدراج الغرب نحو منطقة البلقان في محاولة شرقية لاختيار أرض الصراع، تفكر الولايات المتحدة بالاستدارة حول روسيا والصين وصناعة "كماشة"، عبر محاصرة تلك القوى الشرقية بإشعال الصراع جنوبا ناحية بحر الصين وشرق أوروبا عبر أوكرانيا وكازاخستان؛ ما يشكل عبئا مضاعفا، يجعل الخصم السياسي يسلم بأفضالية الولايات المتحدة وشركائها الغربيين.


محاولات استخدام الديمغرافية بما تشكله من اختلافات عقائدية بين البشر لإشعال الصراع، سواء عبر المعتقد الديني، أو شعارت حقوق الإنسان، وبالتأكيد كل منطقة يمكن إيجاد العناصر الكافية للعب دور المحارب بالوكالة، لنجد هذا يمتد إلى مناطق الصراع الدولي الفرعية، كالحادث في الساحل والصحراء أو حتي بالمنطقة العربية والشرق الأوسط، ببساطة الصراع الدولي يختار أرض معركة النفوذ، ثم يصنع من العناصر المحلية وقودا للمعركة، نعم مثل ما حدث في بعض دول الشرق الأوسط التي استسلمت لرياح الخريف الفوضوي.


صراع النفوذ القائم، والذي تصطف فيه أمريكا والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، أمام روسيا والصين لن يؤدي لصدام مسلح، رغم ما يظهر فوق سطح الثلج من سخونة نتاج تحريك الحشود الحربية نحو الحدود الأوكرانية الروسية أو باتجاه كازخستان، فبرودة الصراع ستحافظ على تجمد ثلج الشتاء، مهما كانت السخونة الناتجة عن تحريك الآليات العسكرية، بمعني آخر، لن يكون هناك صدام عسكري مباشر كالذي حدث في الحروب العالمية، بل نحن أمام حرب باردة، وأن نفت تصريحات قادة الدول العظمي هذا، ولكنها حرب تستخدم الأدوات العسكرية والسيبرانية وعناصر الحرب بالوكالة، كأدوات إضافية تعزز من الانتصار البارد الذي أيضا لن يغني البشرية شيئا، إلا المزيد من الأزمات الدولية.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2