وكالة الدشيشة.. ريعها يصرف لفقراء المدينة المنورة بالحجاز

وكالة الدشيشة.. ريعها يصرف لفقراء المدينة المنورة بالحجازوكالة الدشيشة.. ريعها يصرف لفقراء المدينة المنورة بالحجاز

تعد وكالة السلطان قايتباي أو و كالة الدشيشة نموذجا رائعا لفن الزخارف الإسلامية وهو الطابع المميز للعمارة الإسلامية ، و وكالة السلطان قايتباي تتبع نظام الوكالات التي شيدت في العصر المملوكي الجركسي.

وقد أنشأها السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي أحد سلاطين المماليك البرجية عام ٨٨٥ هـ / ١٤٨٠م، بالقرب من باب النصر، في منطقة الجمالية، كإحدى المنشآت التجارية بغرض الصرف من ريعها على شراء الدشيشة (الحبوب المدشوشة) وتوزيعها على الفقراء في المدينة المنورة في الحجاز، وذلك بعد أن رأى سوء أحوال أهل المدينة عندما أدى فريضة الحج في عام ٨٨٤ هـ /١٤٧٩م و من هنا عُرفت باسم وكالة الدشيشة.

ولنتعرف على السلطان الأشرف قايتباي ..

قايتباي المحمودي الأشرفي، ثم الظاهري، أبو النصر، سيف الدين، سلطان الديار المصرية، من المماليك البرجية، أي (ملوك الجراكسة) ، من أشهر أبنيته "قلعة قايتباي" في الإسكندرية . ولد السلطان الأشرف قايتباي عام ١٤٢١م فى بلاد القبجاق من أقاليم نهر الڤولجا فى روسيا الآن ، و كان بها أهم أسواق العبيد الذين يباعوا ، ليصبحوا بعد ذلك مماليك بالدولة العباسية . كان قايتباي في عمر ١٣ عاماً حينما اشتراه محمود ابن رستم و كان تاجرا ثم أتى به الى مصر عام ١٤٣٥ ، ثم اشتراه الملك "الأشرف برسباى" و كان سلطان مصر حينها وأرسله ليتعلم ويتدرب مع باقى المماليك . بعد ذلك اشتراه الظاهر جقمق و أعتقه واستخدمه في جيشه و في عام ٨٧٢ هجرية أصبح قايتباي أتابك العسكر للظاهر تمربغا اليوناني و الذي قام المماليك بخلعه في نفس العام ، وبايعوا "قايتباي" بالسلطنة، فكان لقبه "الملك الأشرف" .

حكم السلطان الأشرف قايتباي لمدة ١٨ عام ، كانت فترة حكمه حافلة بالحروب و في عهده واجهت البلاد أخطار خارجية عديدة ، كان أشدها محاولة العثمانيين احتلال حلب وما حولها ، فأنفق قايتباي الأموال الطائلة على الجيوش .

و قد عرف عن قايتباي الزهد و التقشف و العبادة و كان كثير المطالعة و له اشتغال بالعلم كان شجاعًا مقداما ملماً بكل أنواع الفروسية، مَهيبًا عاقلاً حكيمًا و قد عرف عنه أيضا إجلاله للمشايخ الكبار أمثال أمين الأقصرائي وجلال الدين السيوطي، حتى أن خطيب مسجد القلعة كان ربما بالغ في نقده في خطبته وتخويفه من حساب الله، فيرتعد السُلطان رهبة وربما أغشى عليه، بل وكان يسارع لتقبيل يد الخطيب وشكره على وعظه وإن كان قاسيا. و قد عرف عن السلطان قايتباي تواضعه مع الرعية ، حتى أنه مر يومًا بامرأة غريبة ماتت ولا يوجد لها أقارب، فأوقف ركبه ونزل عن جواده وصلّى عليها.

وكالة قايتباى بها كتابات منقوشة فى أجزاء الوكالة نذكر منها: " اللهم انصر عبدك مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي"، ومنها أيضاً: " أمر بإنشاء هذا المكان المبارك من فضل الله تعالى وجزيل عطائه سيدنا ومولانا ومالك رقابنا السلطان المالك الملك الأشرف أبو النصر قايتباى سلطان الإسلام والمسلمين قاتل الكفرة والمشركين محيى العدل فى العالمين صاحب الديار المصرية والبلاد الشامية والأعمال الفراتية والقلاع الرومية والحصون الإسماعيلية والثغور السكندرية صاحب السيف والقلم والنبل والعلم أفضل من حكم فى عصره بالحكم صاحب البرين والبحرين خادم الحرمين الشريفين".

أضف تعليق