أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الرابع والعشرين من يناير يوما دوليا للتعليم تحتفي به الحكومات والمؤسسات لإثراء العملية التعليمية، وإتاحة الفرصة لمناقشة التحديات والطموحات في مجال تطوير التعليم. وأشارت دراسات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" إلى أن هناك 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس، ونحو 617 مليون طفل ومراهق بالعالم لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية.
ودعت "اليونسكو" إلى ضرورة تعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، لكسر دائرة الفقر التي من شأنها تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركْب العالمي. وفي هذا الإطار تبذل الدولة المصرية جهودا كبيرة لتطوير منظومة التعليم في مصر وتحسين أحوال المعلمين، بالإضافة إلى التوسع في إنشاء المدارس والجامعات بمختلف أنواعها لتعزيز فرص التعليم بجودة عالية، فضلا عن إتاحة الفرصة للمجتمع المدني للمشاركة في هذه الجهود.
من جانبه قال المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر، تامر عبد الفتاح، إن محور دعم التعليم والتدريب يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية، لاسيما في مرحلة التعليم الجامعي والبحث العلمي. وأضاف عبد الفتاح أن الصندوق يشارك في جهود الدولة المبذولة لتطوير منظومة التعليم من خلال المشاركة في رفع كفاءة المنشآت التعليمية وزيادتها في المناطق التي تعاني عجزا في عدد المدارس أو كثافات عالية داخل الفصول الدراسية، فضلا عن تطوير مهارات المعلمين، ودعم مؤسسات البحث العلمي وإتاحة فرص التعليم الجامعي في الجامعات الأهلية للطلبة المتفوقين.
وأوضح عبد الفتاح أن الصندوق خلال الفترة الماضية قام بتجهيز ثلاثة معامل مهارات في كليات الطب بجامعات عين شمس، والقاهرة، والإسكندرية، بتكلفة قدرها 23.5 مليون جنيه، ضمن مبادرة أطلقها بعنوان "بالعلم نستطيع" بالشراكة مع مجموعة بيت الخبرة، ليتم تدريب الطلاب في مرحلة البكالوريوس وما بعد التخرج من خلال أنظمة محاكاة لحالات طبية صعبة يتعامل معها المتدرب من خلال تقنيات تكنولوجية على أعلى مستوى، هدفها تقليل الأخطاء الطبية واحترام آدمية المريض.
كما كلّف الرئيس عبد الفتاح السيسي، الصندوق بتحمل تكاليف منحة 100 طالب من أوائل الثانوية العامة بالجامعات الأهلية الجديدة التي تم إنشاؤها بالتوأمة مع الجامعات الدولية، ومواكبة لكافة المستجدات العلمية والتكنولوجية واصل صندوق تحيا مصر دعم العملية التعليمية بفتح حساب فرعي باسم جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا بكافة البنوك المصرية لاستكمال احتياجات الجامعة.
وأشار عبد الفتاح إلى أن مرحلة التعليم ما قبل الجامعي حظيت أيضا خلال الفترة الماضية بنصيب كبير من جهود الصندوق، فتم رفع كفاءة 9 منشآت تعليمية في مراحل التعليم المختلفة بقرى عرب بخواج والشيخ زين الدين والسوالم بمركز طهطا بمحافظة سوهاج، ضمن أنشطة الصندوق في المشروع القومي لتطوير الريف حياة كريمة، وتم تجهيز المدارس بأحدث الوسائل التعليمية والتكنولوجية بالإضافة إلى الملاعب و معامل العلوم والمسرح، لتوفير بيئة تعليم جيدة لطلاب الصعيد، ذلك إلى جانب تطوير البنية التحتية والمرافق التعليمية لعشرة قرى إضافية في صعيد مصر تخدم 75 ألف مواطن خلال عام 2017. كما يحرص الصندوق على توزيع الحقائب والأدوات المدرسية في بداية كل عام دراسي على أبناء الأسر الأولى بالرعاية في مختلف محافظات الجمهورية ضمن قوافل الحماية الاجتماعية.
وعلى مستوى رعاية صحة التلاميذ لتأثيرها الكبير على مستوى التحصيل الدراسي، نفذ الصندوق المبادرة الرئاسية نور حياة لمكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بالمدارس الحكومية وتوفير النظارات الطبية مجانا، ومشاركة أولياء الأمور للوضع الصحي للتلميذ لضمان متابعة حالة الطفل وعدم تأثر فرصته في التعليم بحالته الصحية، حيث قدمت المبادرة خدمتها لنحو مليون تلميذ حتى الأن.
ولاقت جهود تعليم الكبار مشاركة من الصندوق بتنظيم فصول محو أمية بحي الأسمرات، لتوفير فرصة التعليم للأهالي المنقولين من المناطق غير المخططة والمهددة للحياة إلى حي الأسمرات، بما يمكنهم من الحصول على فرصة عمل. وعلى مستوى التدريب الفني، دعم الصندوق أيضا مركز التدريب المهني بحي الأسمرات بالشراكة مع عدد من الشراكات العالمية وبالتنسيق مع مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني. وأوضح المدير التنفيذي للصندوق أنه سيتم الانتهاء قريبا من تطوير وبناء 3 منشآت تعليمية جديدة ضمن مشروع تطوير قرية سيدي عبد الرحمن بمركز العلمين بمحافظة مطروح، وذلك في شراكة استراتيجية مع وزارة التربية والتعليم وشركة إعمار مصر.