قيمنا بين الواقع والمأمول

قيمنا بين الواقع والمأمولمحسن عليوة

الرأى25-1-2022 | 14:50

ونحن نعيش هذه المرحلة من تاريخنا نرى إختلافاً كبيراً بين الواقع والمُثل ، فالواقع الأخلاقى أصبح يدعوا الى الدهشة والحيرة فى آن واحد مقارنه بالمُثل المنشودة التى توارثناها أو بما يجب أن تكون عليه أخلاق مجتمعاتنا ، فنحن الآن نعايش فترة من أسوء فترات التاريخ الفكرى ، فنرى حالياً بأعيننا انتشار اللهو بوسائله المتعددة وانتشار العديد من الأمور التافهة فترى الجميع حريصاً كل الحرص على أن ينشر عن نفسه بل ويفضحها أمام الملايين مبيناً وضاعته وماديته ، والغريب فى الأمر أن هناك العديد من الوسائل التى تعمل وتساعد على تسويق هذا الشخص بتفاهته وفكره المشوه وهى وسائل الإعلام التى أصبحت لا هم لها إلا العمل على نشر التفاهة والسطحية التى تعتبر إهانة للعقل البشرى الذى كرم الله به بنى البشر وفضلهم على غيرهم من المخلوقات.

هذا العقل الذى غيبته اغلب وسائل الميديا مقروءة كانت أو مسموعة فى محاولات لطمس ومحو كل ما هو جميل فى مجتمعاتنا ،وتسليط الأضواء على التفاهات ، ناهيك عن وسائل التواصل الاجتماعى التى بسوء إستخدامها أصبحت وسائل هدم اجتماعى وتُعتبر المورد الأساسى للتفاهة العامة والسطحية التامة و الغباء الفكرى ، والذى أدى فى الكثير من الحالات من تكوين وجهة نظر شبه عامة للمجتمع بدايتها هؤلاء الأشخاص التافهين ومن على شاكلته فتصدروا المشهد العام رغماً عن أصحاب الرؤى والفكر و عمت تفاهتهم أوساط المجتمعات وكرست مبادئ المادية والتفاهة والبلطجة ، فأصبح هذا الواقع المرير الذى يختلف إختلاقاً كبيراً عن المُثل والقيم الراقية التى يجب أن نكون عليها كأفراد ومجتمعات.

فما وصفت مصر وشعبها وعلى مر التاريخ إلا بأنها مصر العظيمة التى كرمها الله فى كتبه السماوية وفى قرآنه الكريم حيث قال تعالى على لسان سيدنا يوسف “أدخلوا مصر أن شاء الله آمنين” ، وأن شعب مصر عبر تاريخه هو الشعب الطيب الأصيل المتمسك بالثوابت والشعب الذى يحمى ويصون ، الذى يبنى ولا يهدم ، الذى يُعمر ولا يُخرب ، مفكريه نوابغ ، فنانيه كبار مثقفين ، قادته على الدوام قادة متميزين ، فى كافة الميادين ، وهذا ما يجب أن نكون عليه دوماً .

فما الذى حدث ؟ ولماذا وصل بعض شبابنا الى هذا المستوى الاخلاقى والتربوى المتدنى الى ما تحت مستوى القاع ، من الذى وضع التافهين فى المقدمة ؟ ولدينا الكثير من القيادات القدوة ، وهذا يؤكد بما لايدع مجالاً للشك إنه لابد من تكاتف كافة الأجهزة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدنى على كل المستويات لإعادة قيمنا واخلاقنا بإرادة حقيقية فى الإصلاح وزرع القدوة فى نفوس وعقول مجتمعاتنا كنوع من أنواع البناء ، استكمالاً لمنظومة البناء التنموى الشامل الذى بدأته مصر خلال السنوات القليلة الماضية لتاسيس وانطلاق الجمهورية الجديدة بقيادة واعية تعمل لعودة ريادة مصر العظيمة .

حفظ الله مصر

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2