أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة تعول كثيرا على الدور الفريد الذي تؤديه الكويت في إحلال السلام، مشددا على أنه لا غنى عن تلك الجهود في تسوية أزمات المنطقة.
وثمن بلينكن - في ختام فعاليات الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة، حسبما أوردت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم /الخميس/ - مساعي الكويت الداعمة للسلام وجهودها القيمة التي تقود السبل لحل النزاعات، قائلا "نضع أهمية كبرى على الدور الذي تؤديه الكويت وهو دور فريد تقريبا دور الميسر والوسيط داعم السلام وقائد الطريق لتسوية الصراعات".
وأشار بلينكن إلى أنه لا غنى عن دور الكويت في تسوية الأزمات في المنطقة وخارجها، مضيفا " الكويت من نواح كثيرة جسر لا غنى عنه لمحاولة حل التحديات في المنطقة وخارجها" مستشهدا في هذا السياق بدور الكويت "الحاسم والحيوي" في تسوية الخلاف الخليجي وحل الأزمة اليمنية وكذلك تجاه لبنان والعراق.
وتطرق بلينكن إلى العلاقات الوثيقة بين الكويت و الولايات المتحدة التي توجت بانعقاد الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي الخامس في واشنطن أمس، برئاسته عن الجانب الأمريكي وبرئاسة وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح عن الجانب الكويتي.
وأكد بلينكن أن هذه الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي بين البلدين "أظهرت بوضوح كيف نعمل على تعميق وتعزيز بل أيضا توسيع علاقاتنا والعمل الذي نؤديه معا".
وقال "خرجت من هذا الحوار الاستراتيجي الخامس مقتنعا بأن هذه الشراكة تتعمق أكثر بطرق أتصور أنها تعود بالنفع على شعبينا وعلى شعوب العالم أيضا".
وتابع: كنت في الكويت العام الماضي تزامنا مع الذكرى الـ30 لتحرير الكويت والذكرى الـ60 لإقامة علاقاتنا (الدبلوماسية) والمهم للغاية في هذا الأمر، إلى جانب الرمزية القوية، أن البلدين يعملان نحو مزيد من تعزيز التآزر والتعاون بينهما، مشددا على أن الولايات المتحدة و الكويت تربطهما علاقات "استثنائية وقوية للغاية" في العديد من المجالات منوها بمذكرة التفاهم التي وقعها الجانبان أمس (الأربعاء) للوقاية من مسببات الأمراض الخطيرة ورصدها والتي بموجبها تتبادل وزارتا الصحة الكويتية والأمريكية المعلومات التقنية.
وأشار بلينكن إلى أن هذه المذكرة تسهم في "التعامل مع احتمالية تفشي الأمراض الخطيرة والتأكد من أننا نعمل معا ونتبادل المعلومات للكشف عن انتشار مسببات الأمراض الخطيرة والتمكن من درئها والتعامل معها". وعلق بالقول "هذا بالتحديد نوع التعاون الذي يجمعنا ليس فقط لمواجهة التهديدات التقليدية بل للتصدي للتهديدات التي تواجه العالم بأسره".
ولفت إلى أن الحوار الاستراتيجي حتى وإن بلغ أعلى مستوى له بلقاء وزيري الخارجية؛ فإن "العمل الحاسم له يجري في مجموعات العمل وهذا هو السبيل الذي نتأكد من خلاله أننا نتقدم" لافتا إلى أهمية العمل الذي تنجزه مجموعات العمل بين دورات هذا الحوار الاستراتيجي والتواصل بينها وجهودها من أجل الدفع قدما بجميع المبادرات التي يتم اطلاقها.
وتزامنا مع مرور 18 عاما على إعلان الولايات المتحدة أن الكويت حليفة رئيسة لها من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أكد بلينكن أن هذا الإعلان بمثابة شهادة على أهمية الشراكة ودور الكويت المهم ليس فقط في صنع السلام وجسر لتحقيقه بل مثلا دورها "الأساسي" الذي أدته ولا تزال تؤديه في التحالف الدولي ضد ما يسمى تنظيم (داعش)، مشيرا إلى أنه رغم التراجع الكبير في تهديد هذا التنظيم بفضل الجهود المشتركة "فإنه لا يزال موجودا وسنظل متيقظين تماما".
وشهدت واشنطن - في عام 2004 - التوقيع على اتفاق عسكري بين الولايات المتحدة و الكويت تعتبر فيه واشنطن الكويت حليفا استراتيجيا من خارج حلف شمال الأطلسي.
وبموجب الاتفاق تصبح الكويت مؤهلة للحصول على مزايا عسكرية معينة وسيسهل على الشركات الأمريكية عقد صفقات سلاح معها.
وبدأ الحوار الاستراتيجي الكويتي-الأمريكي عام 2016 عندما عقدت الجولة الأولى التأسيسية ثم تلتها الجولة الثانية عام 2018 بواشنطن والجولة الثالثة عام 2019 في الكويت والجولة الرابعة عام 2020 عبر تقنية الاتصال المرئي.
وانبثقت مجموعات عمل أساسية عن الحوار الاستراتيجي هي مجموعة التعاون الدفاعي ومجموعة التعاون الأمني ومجموعة التعاون التعليمي ومجموعة التعاون الاقتصادي ومجموعة التعاون القنصلي والجمارك وأمن الحدود.