يستجاب الدعاء في الساعات الأخيرة من الليل ومنها وقت الفجر، لذا يبحث الكثير منا عن أدعية بعد صلاة الفجر، وما ثبت من ذكرٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم من شأنه أن يفرج الكرب ويزيل الهم ويقضي الحاجة ويوسع الرزق، وغيرها من الأمور التي يحتاجها كل مسلم لتعينه على الحياة.
فقد أمر الله تبارك وتعالى بأداء ركعتي الفجر، بقوله عز وجل:" أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم:" ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر"، و الدعاء في هذا الوقت لا يرد فلا تبخل على نفسك بالالحاح والتضرع إلى ربك فإنه قريب مجيب.
ومن الأمور التي تسن للمسلم بعد صلاة الفجر والتي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم، الجلوس في المصلى، فقد كان من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبقى في المسجد بعد صلاة الفجر يذكر الله عز وجل حتى طلوع الشمس، فقد روى مسلم عن جابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه:"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا".
كما ورد عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ". قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ".
وقد ثبت ترديد 4 كلمات مأثورة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فكما ورد أنّ النبيّ كان ذات مرّةٍ يغدو ويأتي بعد صلاة الفجر وزوجته جويرية -رضي الله عنها- ماكثةٌ تذكر الله -تعالى- حتى طلعت الشمس، فلمّا رآها رسول الله على هيئتها منذ صلاة الصبح قال لها: «لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ».