العيد والعزلة ولحظة صدق!

العيد والعزلة ولحظة صدق!محمد رفعت

الرأى30-1-2022 | 14:24

ضمن عروض نادي سينما المرأة بالهناجر..شاهدت الأسبوع الماضي ثلاثة أفلام روائية قصيرة من إخراج المبدع هشام علي عبدالخالق، وفيلم تسجيلي من إخراج الشاب الموهوب أحمد زعلوك.

والأفلام الأربعة، جعلتني أعيش حالة إنسانية جميلة لفرط ما فيها من صدق ومشاعر تلقائية وتناول لقضايا مهمة ببساطة وعمق وشاعرية، فى فيلم لحظة صدق.. البطلة تقع فريسة الحيرة وتحاول إيجادأي مبرر لزوجها الذي يطلبها فى عشاء صلح وتبحث عن كذبة للاعتذار عن الموعد.. ثم تقرر أن تواجه نفسها وتواجهه بأنها لا تطيقه ولا تريد الرجوع إليه فى مشهد أبدع المخرج هشام علي عبدالخالق فى التعبير عنه واستطاعت الممثلة الموهوبة ياسمين رحمي تجسيده ببراعة.

وفى الفيلم الثاني،"فى هذا الركن الصغير"، تفشل البطلة فى الهجرة من مصر ولا تجد حلاً لطيور الظلام الذين يطاردونها ويطاردوننا فى الإعلام والسوشيال ميديا، وينشرون الكره والقبح والأفكار الحاقدة المسمومة، ويتنمرون على الجميع بدعوى الحفاظ على القيم والأخلاق، وتشرع البطلة فى الانتحار ولكنها تتراجع فى آخر لحظة عن القرار!

فى فيلم "العزلة"، المأخوذ عن مسرحية من فصل واحد بنفس الاسم، تبدع الممثلة مها رضا المتمكنة من أدواتها وقدرتها على المحاكاة والتشخيص، فى التعبير عن حالة امرأة تعيش وحدتين.. الأولى هي عزلة الابتعاد عن الفن الذي تعشقه لكنها لا تستطيع فك شفرة الوصول لدور البطولة الذي يتطلب أمورًا
لا تفهمها رغم حصولها على جائزة فى التمثيل.. وعزلة الكورونا التي تجبرها على الوحدة فى منزلها!

كما برعت السيناريست كريستين رضا فى كتابة المونولوج الذي تردده الممثلة بينها وبين نفسها بشاعرية وعمق، أما الفيلم الرابع فهو تسجيلي قصير، ويحمل عنوان "تالت يوم العيد"، ويقدم من خلاله مخرجه الشاب أحمد زعلوك بشاعرية وانسيابية جميلة عائلته الحقيقية فى دمياط وكيف يتجمعون فى بيت الجد والجدة فى العيد.. وكيف يأتي خاله وأسرته من القاهرة ليقضوه معهم وينهيه بسؤال فى منتهى القسوة.. ماذا لو غاب الجد والجدة..هل تجتمع العائلة من جديد؟!.. وهنا لم يستطع الجد حبس دموعه والجمهور أيضًا!

لم يعجبني اختيار المخرج هشام علي عبدالخالق لكتاب اللامنتمي للتعبير عن حالة البطلة التي حاولت الهجرة والانتحار بسبب سيطرة الأفكار السوداء على عقول كثير من المصريين وأرى أنها قمة فى الولاء والانتماء لتراب هذا الوطن وأن مشكلتنا الحقيقية فى اللامنتمين واللامبالين الذين لا يعنيهم عملية غسيل الأدمغة التي يقوم بها الظلاميون للناس.

أضف تعليق