شهدت فعاليات اليوم الرابع من النسخة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب انعقاد ندوة خاصة بآليات تطبيق الحوكمة في الجهاز الإداري بالدولة والقطاع الخاص بما يعزز القدرة على تحقيق التنمية المستدامة والتعريف بهذه الأهداف ورؤية مصر 2030.
وقدم المشاركون في الندوة لمحة عن مفهوم التنمية المستدامة، وأهدافها، والحوكمة وتعريفها، ومبادئها وقيمها وتطبيقها ومؤشرات قياسها، أثر تطبيق الحوكمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح نادر نور مدير التواصل والتوعية بالمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة الذراع التدريبي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن مفهوم الحكومة ظهر من أجل العمل على تحسين جودة الإدارة والخدمات في المؤسسات بكافة أشكالها، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الاتجاه العالمي في فترة الـ80 والـ90 كان يتمثل في تقديم المعونات للدول لتحقيق التنمية المستدامة، لكن بعد فترة تم اكتشاف أن هذا الأمر لم يحقق الفائدة المرجوة، ولذا تعين العمل على الاتجاه إلى فكر مختلف وسد الثغرات المسببة لإعاقة عمليات تنفيذ التنمية ولهذا ظهرت الحاجة إلى فكرة الحوكمة.
وأشار إلى أنه بموجب الحوكمة يتم العمل أولا على تحسين جودة الإدارة في المؤسسات بكافة أشكالها وعقب ذلك يتم تقديم المعونات اللازمة لتحقيق الفائدة المرجوة ونجني حاليا ثمار هذا الفكر الجديد.
وتحدث عن علاقة الحوكمة بالتنمية المستدامة، والآثار المترتبة على ضعف الحوكمة في تحقيق التنمية المستدامة والمتمثلة في الفساد الإداري والمالي، وإساءة استغلال السلطة، وضعف أدوات المسائلة والشفافية ، وزيادة تكاليف النشاط الاقتصادي، والحد من الاستثمار، وضعف معدلات التنمية.
من جانبه، أفاد عمرو نبيل مدير وحدة الحوكمة الإدارية والمؤسسية بالمعهد القومي للحوكمة التنمية المستدامة، بأن المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة أصدر ثاني تقرير سنوي لمتابعة أداء مصر في المؤشرات الدولية والمتضمن تصنيف مصر في 18 مؤشر مختلف للحوكمة، لافتا إلى أن هذه المؤشرات يتم إصدارها من قبل 12 مؤسسة ومنظمة دولية، وإقليمية ومحلية.
ولفت إلى أن التقارير الصادرة تهدف إلى تتبع التغيرات في وضع مصر ومكانتها فيما يخص المؤشرات المختلفة، إلى جانب تعزيز قدرتها التنافسية العالمية واستدامة أدائها الاقتصادي، فضلا عن دراسة أسباب تحسن أو تراجع وضع مصر في هذه المؤشرات، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على جهود الدولة المصرية في مجال تعزيز الحوكمة.
وتحدث عن الحوكمة وآليات تطبيقها والمخاوف المتعلقة بها منبها إلى أهمية الاقتناع والرغبة التامة في تطبيق الحوكمة، خاصة وأن التحدي الأكبر تمثل في كسر الخوف ونشر الثقافة الخاصة بالحوكمة بما يعزز الهيكل الإداري داخل المؤسسات وينهض بها وصولا إلى الربحية.
وأشار إلى أنه عند النجاح في تطبيق مفهوم الحوكمة داخل المؤسسات فلن تكون هناك الحاجة إلى وجود إدارات معنية بتطبيق الحوكمة داخل المؤسسات، بمعنى أن كافة المؤسسات ستكون قد تفهمت وأدركت آلية التطبيق وسيتم هذا الأمر بصورة تلقائية واتباع كافة المؤشرات الخاصة به.
يذكر أن فعاليات الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب تستمر خلال الفترة من 26 يناير الجاري، وحتى 7 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، بمشاركة 51 دولة من 6 قارات، واختارت إدارة المعرض «اليونان» لتكون الدولة ضيف الشرف، والكاتب الراحل يحيى حقّي شخصية المعرض، والكاتب عبدالتّواب يوسف شخصية معرض كتاب الأطفال.
ويقام المعرض على مساحة 80 ألف متر مربع، تضم (5) قاعات للعرض، و879 جناحا.. فيما يصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والأجنبية إلى 1067 دار نشر وتوكيلًا.