رأت صحيفة "الأهرام" أنه في علاقات الدول بعضها ببعض تتغير الظروف وتتبدل الأحوال وتتضارب المصالح ويدور الزمن دوراته الواحدة تلو الأخرى، ورغم ذلك تبقى هناك ثوابت راسخة لاتتغير ولاتتبدل، واحد من هذه الثوابت هو علاقة مصر بشقيقاتها في الخليج، وليس أدل على ذلك من حرص قادة الطرفين، مصـر والخليج، على تبادل الزيارات للجلوس معا ومناقشة المستجـدات وكيفيـة مواجهـة التحديـات المشتركـة، وكانت زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأيام القليلة الماضية خير برهان على رسوخ العلاقات، ووحدة المصير وتلاقي المصالح.
وكتب الصحيفة -في افتتاحيتها اليوم الخميس، تحت عنوان "مصر و الخليج والثوابت الراسخة"- أنه قد يحسـب البعض أن أساس هذه العلاقة المصرية - الخليجية الممتدة منذ الأزل هو الاقتصاد فقط، لكن هذا تصور قاصر، نعـم لاشك في أن العلاقـات الاقتصـاديـة مهمة، غير أن الأهـم منها هـو الأساس الروحي والنفسي الكامن في العقل الجمعي للشعوب، سواء الشعب المصري أو شعوب الخليج.
وأضافت "إن سألت أي مصري عن شعـوره تجاه أشقائه في الإمارات أو السعـودية أو الكويت أو البحرين أو عمان أو قطر فسوف تجـده يكن مكانة خاصـة لأهل الخليج، بالنظر للروابط الراسخـة بين الجانبين والنصرة المتبادلة بينهما في مختلف صفحات التاريخ".
وأشارت (الأهرام) إلى أن مصـر بالنسبة للإنسان الخليجي لها مكانة تختلف عن أي دولة أخرى، ومهما تكن تقلبات السياسة وألاعيبها فإن الوجدان الشعبي أذكى من هـذه التقلبات، ولهذا فإن وصف العلاقات المصـرية الخليجية بأنها مجرد علاقات إستراتيجية قد لا يكفي، ولعل ما يؤكد ذلك أكثر وأكثر ما قاله رئيس مجلس إدارة غرفـة تجارة وصناعة الكويت، محمـد جاسم الصقر، خلال استقبال الرئيس السيسي له أمس الأول، حيث شدد على حرص الكويت الشقيقة على استمرار رسوخ وقوة علاقة الشعبين، وعلى أن مصـر ستظل تمثل دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالوطن العربي كله.
واختتمت بالقول "يبقى التذكير بحقيقة تاريخية معروفة للجميع، هي أن محبة أبناء الشعوب بعضها بعضا هي التي تضع أسس قوة العلاقات الدولية بمختلف أوجهها، وهذا الحب لا تصنعه الشعارات ولا مانشيتات الصحف، بل يصنعه التاريخ".