اجتمع اليوم وزيرا الموارد المائية السورى والعراقى فى دمشق برئاسة رئيس مجلس الوزراء السورى، حسين عرنوس، لإجراء مباحثات بشأن توحيد الرؤى السورية والعراقية حول حصص البلدين فى نهرى دجلة والفرات.
وأكد عرنوس ضرورة تعزيز التعاون فى المجالين التجارى والاقتصادى وتبسيط إجراءات النقل البرى والشحن عبر المنافذ الحدودية، وإقامة مشاريع استثمارية مشتركة وتنظيم المزيد من المعارض التخصصية التى تروج لمنتجات البلدين.
وأشار وزير الموارد المائية السورى تمام رعد فى تصريح لـ "سبوتنيك" الروسية، إلى أن هذا الاجتماع مهم واستراتيجى، تضمّن العديد من المواضيع التى تهم البلدين فى قطاع المياه، كما أنه يعد تتويجاً لسلسة اجتماعات سابقة متواصلة بدأت منذ العام الماضى، حيث عقد الجانبان اجتماعاً فى بغداد، وآخراً فى دمشق، وذلك لتنسيق الجهود المشتركة من أجل الحصول على حصة عادلة من المياه لنهرى دجلة والفرات، وإدارة واستثمار المشاريع والسدود على نهر الفرات في سوريا بما يساهم فى تأمين واستثمار السدود فى العراق.
وبيّن الوزير رعد أن الجانبين ناقشا مواضيع تخص التغيرات المناخية التى أصبحت ظاهرة واضحة ومؤثرة على البلدين، مشيراً إلى ضرورة وجود سياسة واستراتيجية واضحة بالنسبة لسوريا والعراق ودول المنطقة بشكل متكامل، للتكيف مع هذه التغيرات المناخية، سواء بالسياسات أو الإجراءات التى من الممكن اتخاذها فى ضوء هذه التحديات.
ولفت إلى حضور وفد فنى عالى المستوى من الخبراء والمهندسين، مرافق للوزير العراقى، حيث تم مناقشة عدد من المواضيع التى تهم البلدين فى مجال دراسة المياه الجوفية والأحواض الصبّابة للأحواض المائية، كما اطّلع الفنيين على بعض المواقع المائية فى الجمهورية العربية السورية، للاستفادة من تجارب سوريا فى مجال إدارة وتشغيل السدود، وحصاد المياه التى تساهم بشكل كبير فى التحديات التى تواجه التغيّرات المناخية.
من جهته، أعرب وزير الموارد العراقى، مهدى رشيد الحمدانى، فى تصريح لـ "سبوتنيك"، عن سعادته بزيارة سوريا، كون هذه الزيارة تعد استمراراً للمناقشات والزيارات السابقة التى حصلت فى دمشق وبغداد، مشيراً إلى وجود عدة مذكرات تفاهم يعمل الجانبان على متابعة تطبيقها.
وأضاف: "يعلم الجميع بالتغيرات المناخية التى طرأت وحالة الجفاف التى أصابت المواسم الماضية، وللأسف تقاسمنا مع سوريا الأضرار الكبيرة، ومن خلال هذا التعاون تمكنّا من تجاوز المرحلة الماضية".
وفى السياق ذاته، أشار الحمدانى إلى انجلاء حالة الشح المرافقة للموسمين الماضيين نتيجة للثلوج التي هطلت على سوريا والعراق وتركيا، وهذا مؤشر إيجابى ومساعد لتجاوز هذه الأزمات.
وأشار الوزير الحمدانى إلى أن الجانب العراقى حضر أيضاً خلال هذا اللقاء ورشة عمل لكبار المختصين فى المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة "أكساد" التى لها دور فى تطوير المشاريع البحثية، ما سينعكس إيجاباً أيضاً على تطوير المشاريع الزراعية والبحثية فى كل المجالات داخل العراق.