طبيب يكشف: إدعاء النبوة مرض نفسي

طبيب يكشف: إدعاء النبوة مرض نفسيطبيب يكشف: إدعاء النبوة مرض نفسي

منوعات12-2-2022 | 00:21

منذ أيام قليلة ظهر شخص عبر مواقع التواصل الاجتماعي يدعى أنه نبى، وتوالت عليه التعليقات الساخرة، ولم يكن أول شخص يدعى النبوه، ولن يكون الأخير، كما ظهرت مؤخرا فتاة تدعى نفس الأمر.

وهنا يظهر السؤال هل إدعاء النبوة يعبر عن خلل نفسي، أم هدفه تحقيق مكاسب معينة، و كشف لنا الأستاذ الدكتور على النبوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر،
إن "إدعاء النبوة" هو عرض من أعراض بعض الأمراض النفسية التى يصاحبها ما يطلق عليه بـ "ضلالات العظمة"، حيث يعتقد المريض أن له مكانة وقدرات خاصة بشكل مخالف لقوانين العقل وبشكل يصعب فيه إقناعه بعكس ذلك.
وأضاف دكتور على، إن الفصام والاضطراب الوجداني، واضطراب محتوى التفكير (الضلالات) كلها اضطرابات نفسية، قد يعتقد المريض أنه نبي أو المهدي المنتظر.
ويتابع، شاهدت وقرأت إدعاء رجل من لبنان أنه رسول وقرأت التعليقات الساخرة منه، وكان الواجب أن يكون لنا دور في التوعية، لأننا كأطباء نفسيين نريد زيادة الوعي بين أبناء المجتمع، فكم من حلقات تلفزيونية يكون عنوانها، لقاء مع مُدعي النبوة أو مُدعي الألوهية، ويستخدمون ذلك في إحداث ضجة إعلامية، لكسب ملايين المشاهدات ولا يهمهم أن ذلك اعتداء على حُرمة المرض أو المريض النفسي، وكان من الواجب عمل حلقة عن التوعية بمثل هذه الأمراض النفسية، وليس مناقشة مريض نفسي، وأمام عناد المريض وتمسكه بفكرته، يقوم المُذيع بطرده على الهواء من الاستديو.
ويضيف دكتور على، أنه قد يصاب الشخص بالهذيان بعد خضوعه للعلاج من بعض الأمراض، فعلى سبيل المثال،
إن المرضى الذين يتناولون كميات كبيرة من عقار الكورتيزون قد يسبب لهم تغيرا في التفكير أو السلوكيات، وعندها ينتبه الأطباء المعالجون له، يقومون باستشارة الطبيب النفسي لإضافة دواء لمعالجة هذا السلوك الغريب،
وأيضا مريض غيبوبة الكبد قبل أن يدخل في الغيبوبة قد يَهذي بمثل هذه الكلمات، لأن الكبد يمنع السموم الكيميائية من مادة الأمونيا عن المخ، ومع تدهور الكبد، تؤثر تلك السموم على المخ، وكذلك مريض الفشل الكلوي يصاب بنفس اختلال السموم، وقد يهذي بكلمات غريبة.
وأطباء الكبد والكلى يعرفون ذلك عن مرضاهم، ولا يغضبون إذا تجاوز المريض حدوده في الكلام، بل ينظرون له بنظرة طبية، ويراجعون الأدوية التي يتناولها، كي يرجع إلى سابق عهده من الهدوء والسكينة والكلام المنضبط.
لكن عندما يكون المريض شابا أو ليس مريضا بمرض عضوي فتجد الكل يهاجمه وينسى أن هناك ما يسمى بالأمراض النفسية التي ذكرتها سابقا، والتي تستدعي منا أن نشفق ونرفق بالمريض بدلا من أن نسخر منه، وأوضح "النبوى"، أن الناس في الماضي البعيد كانوا يقيدون المرضى النفسيين بسلاسل من حديد وأغلال، ويضربونهم ضربا مبرحا، فهل سنرجع لتلك الأيام رغم تقدم التواصل ونقل المعلومة بسرعة رهيبة، فرفقا بالمريض النفسي فهو لا يستحق منا ذلك.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2