هدّد الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الثلاثاء بقطع التمويل عن الحكومة متهمين إدارة الرئيس جو بايدن بالتخطيط لاستخدام الأموال لشراء معدات لتدخين مشتقات الكوكايين، علماً أن قانون الإنفاق المؤقت ينتهي في نهاية هذا الأسبوع.
وإذا لم يُؤمن تمويل الحكومة بحلول ليل الجمعة، قد تضطر إدارات فدرالية إلى إغلاق مكلف للبلاد مع ما يترتب على ذلك من تعطيل قسري لموظفين حكوميين، وإغلاق لمكاتب غير أساسية.
وبدأ السجال في الأسبوع الماضي حين نشرت وسائل إعلام محافظة مقالة أشارت إلى رصد الإدارة الأمريكية 30 مليون دولار لشراء معدات لتدخين كوكايين "كراك"، الذي يعد من مشتقات الكوكايين الرخيص.
وكان استخدام الـ"كراك" شائعاً في مناطق انتشار الأمريكيين المتحدرين من أصول إفريقية حين أقرت قوانين صارمة لمكافحة المخدرات في ثمانينيات القرن الماضي.
ووجّهت انتقادات للأحكام بحبس المخالفين المتورطين في هذا النوع من الكوكايين بوصفها عنصرية، والتي اعتبرت أكثر تشدداً مقارنة مع المخالفين المتورطين في الكوكايين.
ونفى البيت الأبيض ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية مرارا وبشدة صحة التقرير.
وفي الأسبوع الماضي جاء في بيان لوزير الصحة والخدمات الإنسانية خافيير بيسيرا أن "أي أموال فدرالية لن تستخدم بشكل مباشر أو لاحق لسداد تكاليف المستفيدين من المنح لوضع أنابيب تدخين الكراك ضمن لوازم التدخين الآمن، التي توزع في إطار المساعي احتواء الأمراض التي يمكن أن تنتقل بتشارك أدوات التدخين".
ويمكن لعضو وحيد في مجلس الشيوخ الأمريكي أن يعوق تمرير تشريع بالاعتراض على طلبات إدارية تتطلب إجماعاً. وإذا حصل الإغلاق لن تقتصر التداعيات على الموظفين الفدراليين، وستطال الحدائق العامة والمتاحف، كما أن الشركات الخاصة العاملة لدى الحكومة قد لا تتقاضى أي أموال. والخطر الذي يبدو ضئيلاً اليوم، يصبح مضاعفاً مع رفض جمهوريين آخرين دعم الميزانية معتبرين أن إقرارها سيتيح للإدارة فرض التلقيح، في مختلف أنحاء البلاد. وأعرب زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر عن "أمله" في "تعاون" الأعضاء الجمهوريين لتمرير التمويل. وغالباً ما يستمر التفاوض على تمويل الحكومة الأمريكية حتى ربع الساعة الأخير. ومشروع القانون المطروح حالياً الذي أقره مجلس النواب يضمن تمويل الحكومة حتى منتصف مارس، مع استمرار النقاشات في الكونجرس حول حزمة أوسع نطاقا لكامل العام.