أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتحسين الأسماء، وأخبر أن الناس يُدعَوْن بها يوم القيامة؛ فروى أحمد في "مسنده"، وأبو داود في "السنن"، وابن حبان في "الصحيح" عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ؛ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ».
والأصل جواز التسمية بأيِّ اسمٍ، إلا ما وردَ الشرعُ بالنهي عنه أو عن جنسه؛ كأنْ يَحْمِلَ معنًى قبيحًا، أو يكون مختصًّا بالله تعالى بحيث لا يُطْلَق إلا عليه سبحانه؛ كاسم "الله"، و"الرحمن"، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: 65].
والإنسان أفضل مخلوقات الله تعالى خَلقًا في ظاهره وباطنه، فالتسمية به تسمية باسم أفضل مخلوقات الله تعالى، وفي ذلك من الفأل الحسن والتيمن الممدوح من أن يكون المولود إنسانًا فاضلًا صالحًا متسمًا بجميل الصفات الإنسانيَّة ما لا يُنكَر؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: 70]
وبناءً على ذلك فإنه يجوز شرعًا التسمية بِاسم "ياسين"؛ لكونه حَسَنًا في معناه اللغويّ؛ حيث يُطلق ويُراد به "يا إنسان"، وحَسَنٌ في معناه الشرعيّ؛ حيث اختاره اللهُ تعالى اسمًا لسيدنا النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وعَظَّمَ وَكَرَّمَ؛ كما نَصَّ على ذلك فريقٌ من العلماء من المحدثين والمفسرين والفقهاء سلفًا وخلفًا.