الأولة فى الغرام

الأولة فى الغراممحمد رفعت

الرأى16-2-2022 | 15:06

لا يمكن أن نحتفل ب عيد الحب دون أن نتذكر الأغاني الرومانسية الجميلة التي تربى عليها وجداننا وعرفنا معها طعم السهر والسهد، ومن تلك الروائع العاطفية الخالدة أغنية "الأولة فى الغرام"، التي جمعت بين الشاعر الكبير بيرم التونسي والشيخ الملحن زكريا أحمد ولها قصة لا تقل حزنًا وشجنًا عن معانيها وكلماتها المؤثرة.

والغريب فى قصة خروج هذه الأغنية الجميلة إلى الوجود، أنها ولدت فى ظروف صعبة ومؤلمة فى حياة ملحنها الموسيقار الكبير زكريا أحمد والذي استسلم لحزن دفين بعد وفاة وحيده، فآثر الصمت والانزواء بعيدًا عن الأنظار حتى لا يشاركه أحد أحزانه وأوجاع قلبه وحسرته على ابنه الوحيد.

وحين استشعرت سيدة الغناء العربي أم كلثوم، غيابه واختفاءه عن الأنظار، زارته فى منزله بعد 3 أيام من وفاة الابن.. كان المشهد مؤثرًا.. وتمالكت أم كلثوم نفسها بأن طلبت استقدام محمود بيرم التونسي المتواجد فى تلك الفترة بالإسكندرية.. طلبت استقدامه اعتبارًا للعلاقة الوطيدة التي تربط المبدعين بعضهما ببعض.. علاقة وصداقة متينة.

استجاب محمود بيرم التونسي لدعوة أم كلثوم وهو يجهل ما حدث لصديق العمر ولاحظ وهو يجلس إلى جانب صديقه زكريا أحمد حالة الذهول والوجوم التي كان عليها.. كان عليه أن يبادر بشيء ما.. استنجد بقريحته التي أسعفته فى التو واللحظة وكانت « الأولة فى الغرام والحب شبكوني». انتبه زكريا من ذهوله.. وبكى بحرقة وهو يستمع لصديق العمر يقول: «حطيت على القلب إيدي وأنا بودع وحيدي» ليحتضن عوده وينطلق فى دندنة لحن صادر من أعماق وجدان مبدع يعيش موقفًا عائليًا مؤلمًا.. وتطلب تلحين «الأولة فى الغرام» ثلاثة أيام كان فيها محمود بيرم التونسي إلى جانب رفيقه ليطيرا معًا بعد ذلك حيث أم كلثوم التي شدها اللحن والمضمون وهي الشاهدة على لحظات الميلاد الأولى فبادرت بتسجيلها بصوتها وكان ذلك سنة 1944 وتضيفها إلى باقة روائعها الغنائية الخالدة.

وبدأ الشيخ زكريا أحمد التلحين لكوكب الشرق أم كلثوم فى عام 1931، حيث لحن لها تسعة أدوار أولها هو ده يخلص من الله عام 1931، وحتى دور عادت ليالي الهنا سنة 1939.

كما لحن لأم كلثوم الكثير من أغاني أفلامها مثل الورد جميل، غني لي شوي شوي، ساجعات الطيور، قولي لطيفك، كما لحن لها فى الأربعينيات عددًا من الأغاني الكلاسيكية الطويلة التي صارت علامات فارقة فى تاريخها مثل الآهات، أنا فى انتظارك، الأمل، حبيبي يسعد أوقاته، أهل الهوى، الحلم، واختلف معها سنة 1947 حتى عام 1960 عندما لحن لها آخر روائعه هو صحيح الهوى غلاب.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2