لماذا يختلف الاحتفال بميلاد المسيح بين الشرق والغرب؟!

لماذا يختلف الاحتفال بميلاد المسيح بين الشرق والغرب؟!لماذا يختلف الاحتفال بميلاد المسيح بين الشرق والغرب؟!

* عاجل26-12-2017 | 18:45

 كتبت: كريستين وجيه

الحقيقة أن هذا السؤال تم توجيهه إلى الراحل البابا شنودة، وإلى العديد من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية أكثر من مرة وقد تطابقت الإجابة تقريباً ونشرت أكثر من مرة في مجلة «الكرازة» التي تصدرها الكنيسة والتي نوجز ما جاء فيها كالتالي:

يقول الراحل البابا شنودة إن الأقباط يحتفلون بعيد الميلاد يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطي، وهو الذي يوافق يوم 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الروماني «الميلادي»، وذلك بحسب ما أكده مجمع نيقية عام 325م، حيث أوضح أن عيد ميلاد المسيح كان أطول ليلة وأقصر نهارا (فلكياً) والتي يبدأ بعدها الليل القصير والنهار في الزيادة ، ولذلك يقع عيد ميلاد يوحنا المعمدان (المولود قبل ميلاد المسيح بستة أشهر) في 25 يونيو وهو أطول نهار وأقصر ليلا يبدأ بعدها النهار في النقصان والليل في الزيادة.

ويذكر أن مجمع نيقية هو أحد المجامع المسكونية السبعة وفقا للكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة وأحد المجامع المسكونية الأربعة وفق الكنائس الشرقيّة القبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة ، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلي المدينة التي عُقد فيها وهي العاصمة الثانية لولاية «بيثينية» وتقع في الشمال الغربي لآسيا الصغري، وموضعها الآن قرية أسنيك التركية.

وأضاف: في عام 1582م إبان عهد البابا غريغوريوس بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) لا يقع في أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام. أي يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتي يقع في أطول ليل وأقصر نهار، وعرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ في حساب طول السنة (السنة = دورة كاملة للأرض حول الشمس) إذ كانت السنة في - التقويم اليولياني -. ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، أي أقل من طول السنة السابق حسابها (حسب التقويم اليولياني) بفارق 11 دقيقة و14 ثانية ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتي عام 1582 كان حوالي عشرة أيام، مما حدا بالبابا غريغوريوس بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي (اليولياني) حتي يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمي هذا التعديل بالتقويم الغريغوري، إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر في جميع أنحاء إيطاليا. ووضع البابا غريغوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) في موقعه الفلكي (أطول ليلة وأقصر نهار) وذلك بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة (لأن تجميع فرق ال 11 دقيقة و14 ثانية يساوي ثلاثة أيام كل حوالي 400 سنة)، ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذي وصل إلي حوالي 13 يومًا ، ولكن لم يعمل بهذا التعديل في مصر إلا بعد دخول الإنجليز إليها في أوائل القرن الماضي (13 يوما من التقويم الميلادي) فأصبح 11 أغسطس هو 24 أغسطس. وفي تلك السنة أصبح 29 كيهك (عيد الميلاد) يوافق يوم 7 يناير (بدلا من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلي مصر أي قبل طرح هذا الفرق) لأن هذا الفرق 13 يوما لم يطرح من التقويم القبطي.

يذكر أن التقويم اليولياني قد فرضه يوليوس قيصر في سنة 46 ق.م، ودخل حيّز التنفيذ عام 45 ق.م - وهو يحاول التقويم اليولياني محاكاة السنة الشمسية ويتكون من 365 يوما مقسمة على 12 شهرًا تحسب علي أنها 365 يومًا و6 ساعات.

في المقابل كانت الكنيسة الغربية هي أول من احتفل بعيد ميلاد المسيح وكان في سنة 336م، ثم لحقت بها الكنيسة الشرقية في أنطاكيا (سوريا) عام 375م، ثم في الإسكندرية سنة 430م، وكانت وقتها الكنائس تحتفل بعيد ميلاد المسيح يوم 25 ديسمبر..

وقد استندت جميع الكنائس وقتها إلي القول المنسوب للبابا ثاؤفيلس الأنطاكي السابع سنة 180م المحفوظ باللغة اللاتينية والذي أشار فيه إلي أن الغاليين (أهل فرنسا) كانوا يحتفلون بعيد ميلاد المسيح في 25 ديسمبر، بالإضافة إلي ما ورد في تفسير هيبوليتوس الذي أكد أن المسيح ولد في بيت لحم في يوم الأربعاء 25 ديسمبر في السنة الثالثة والأربعين لحكم أغسطس ومازالت تحتفل بميلاد المسيح في هذا التوقيت حتي الآن.

    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2