النشر ومشاكلهانتهت الأسبوع الماضى انتخابات اتحاد الناشرين المصرى، واجتمعت الجمعية العامة واختار الزملاء فريق عمل للتجديد النصفى وفاز من فاز ولهم التقدير والتمنيات بالتوفيق، ولم يحالف الحظ زملاء تقدموا للخدمة العامة من أجل تطوير المهنة والارتقاء بها.
وبعد.. لقد كانت الفترة السابقة من أصعب الفترات التى مرت بتاريخ النشر من صعوبات كبيرة تواجه المهنة وتحديات يعلمها القاصى والدانى وأهمها قانون الاتحاد وقانون الملكية الفكرية الذى يجب أن ينتهى اعتمادها من الدولة ومجلس النواب تحديدًا لأهميتها لهذه الصناعة.
وكان الاتحاد قد تعرض فى الفترة السابقة إلى حملة وهجوم شديد، وآن الأوان للتعليق عليها خاصة فيما يتعلق بميزانية الاتحاد وعدد العاملين فيه وأنهم إثنان «رغم أنهم أكثر من ذلك» والأجور الخاصة بهم.
وللعلم فإن الاتحاد نقابة الناشرين والجهة المسئولة عن تنظيم المهنة فى مصر وفقا لقرار جمهورى وبإشراف وزارة الثقافة ورقابة الجهاز المركزى للمحاسبات.
كذلك كأى نقابة أو اتحاد لا يمكن أن يكون هناك التعميم أن الجميع مذنب وهذا غير صحيح، نحن جزء من المجتمع نخضع لقوانينه والقوانين المنظمة للاتحادات لدينا حوالى 1500 عضو منهم من يمارس المهنة منذ أكثر من مائة عام وكذلك المؤسسات الحكومية والصحفية وهيئات و جامعات والأزهر والكنائس ومركز معلومات مجلس الوزارء وأعضاء كثيرون من القطاع الخاص وهم عماد المهنة.
لذا أتمنى احتضان هذا الاتحاد ومعاونته فى مسيرته للارتقاء بالمهنة بدلا من الهجوم على الاتحاد وبعض أعضاؤه أو التعميم المرفوض مقدما.. لا توجد مهنة فى مصر لا يوجد بها مخالفون.. ولكن رفقا بمهنة النشر والقائمون عليها لأنهم حملة رسالة مهمة.. وأحد أذرع القوى الناعمة فى مصر.. دولة القانون دولة العدالة فى الجمهورية الجديدة التى ترسى دعائم الديمقراطية وحقوق المواطنة وواجباتها أيضًا.. تحتاج إلى احتواء ودعم وليس هجوم!!
اتحاد الناشرين الدولى وهموم المهنة
فى إطار اهتمام الاتحاد الدولى للناشرين بالهموم والتحديات التى تواجه مهنة النشر فى العالم العربى.. بصفة خاصة والعالم عموما من شرقه إلى غربه.
وبالفعل هناك تحديات عامة على مستوى دول العالم منها التقليدى ومنها الطارئ.. هذا خلاف التحديات الخاصة ببعض دول العالم والتى لها ظروف خاصة.. وهذا يصعب مهمة القائم على الاتحاد الدولى للناشرين وكذلك المنظمات الدولية الأخرى المهتمة بصناعة النشر مثل الويبو وغيرها.
وقد كان من حسن الطالع أن يكون على رأس هذا الاتحاد شخصية نادرة تربت فى بيئة تحتضن وترعى الثقافة ليس فى دولتها فقط ولكن الثقافة العربية عموما ويقوم بها والدها سمو الشيخ سلطان القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بدولة الإمارات شخصية عبقرية صاحب مبادرات ثقافية وأياديه ممتده فى معظم بلدان الوطن العربى كراعى للثقافة وييسر أمورها ويقدم كل شىء من أجل ثقافة عربية تسمو فوق كل الخلافات يبنى فى الثقافة بمختلف أنواعها وفروعها منذ أكثر من أربعين عامًا.
فماذا عن ابنته سمو الشيخة بدور القاسمى رئيس اتحاد الناشرين الدولى وأول سيدة عربية تتولى هذا المنصب المهم والخطير وفى ظروف قاهرة صعبة ينوء فيها العالم بأعباء كورونا وتبعاتها وتطوراتها.. بل والحروب التى مازالت مشتعلة فى الكثير من مناطق العالم والتوتر الذى لا يعطى فرصة للثقافة أن تعمل.
الثقافة تحتاج إلى السلام والاستقرار وما يجرى فى العالم خلاف ذلك.. بل هناك غضب الطبيعة وتغير المناخ وكيف يواجه العالم هذه الظاهرة الخطيرة والضارة والمؤثرة على مستقبل البشرية جمعاء.
جولات حول العالم
لم تهدأ ولم تستسلم للأحداث بل لها رحلات مكوكية على مستوى العالم تستمع إلى هموم الناشرين فى كل مكان ودولة من دول العالم وخاصة الدول النامية والعربية وإفريقيا.
وكان من حظى الجيد أن أحضر معها أكثر من اجتماع فى رحلاتها هذه لخدمة الثقافة فى القاهرة ثم كينيا ثم الأردن وفى الإمارات..
القاهرة أخيرًا
وفى محطتها القريبة وفى أثناء معرض القاهرة الدولى للكتاب كان حضورها الهام وعقدت اجتماعان مهمان، الأول مع اتحاد الناشرين المصريين واتحاد الناشرين العرب..
وفى اجتماع الاتحاد المصرى قامت سمو الشيخة بالاستماع إلى المشاكل الهامة التى تعانى منها صناعة النشر فى مصر بحضور مجلس إدارة الاتحاد المصرى وأهمها:
جائحة كورونا.. وأن مدخلات صناعة النشر فى مصر جزء كبير منها مستورد وبالتالى صعوبة مقاومة ارتفاع تكاليف الإنتاج..
ارتفاع تكلفة الشحن من وإلى مصر حيث لا يوجد معاملة تفضيلية للكتاب عن أى سلع أخرى.. واستيراد جزء كبير من احتياجات الورق من الخارج، وهذه الأمور تلقى بظلالها على سعر الكتاب وفى النهاية على القارئ.
والمشكلة الكبيرة فى نقص منافد التوزيع وأثرها على وصول الكتاب إلى القارئ وكذلك حركة مبيعات الكتاب فى مصر والمنطقة العربية.
توصيات الاتحاد الدولى
دعت الشيخة بدور إلى التعاون فى مسألة الملكية الفكرية وأشارت إلى أنها مشكلة مازالت تتفاقم خاصة مع وسائل الاتصال والمنصات الأخرى فى الدول العربية والغربية.. مما يصعب عملية السيطرة، هذا بالرغم من اتخاذ بعض الإجراءات والحث على الترابط والاستفادة من الاتحادات الأخرى فى الدول العربية والغربية لمعالجة المشكلات الخاصة بالملكية الفكرية وغيرها مثل تطوير الصناعة وتبادل الخبرات.
أيضا تم التحدث عن تكاليف المعارض الدولية وأنها فى ازدياد مستمر ولكن بعض الدول أعفت الناشرين من الرسوم وقدمت الدعم الكامل إليهم موجهة الشكر إلى سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على ما قدمه من رعاية للناشرين.. وكان من أبرز مبادرات الاتحاد الدولى.
تقرير من الاستجابة إلى التعافى والتى نتجت عن استبيان مع الأعضاء بعد التواصل معهم والتحدث إليهم عن الصعوبات التى يمرون فيها والأشياء التى يحبوا أن يروها فى عالم النشر، وكيف يمكن للاتحاد الدولى للناشرين أن يساعدهم، وتناول التقرير اقتراحات الأعضاء وبعض المبادرات أو النماذج التى ابتكرتها الدول لتخطى الأزمات فى عالم النشر.
وبناءً على هذه الدراسة أطلق الاتحاد خطة «إنسباير» لتعزيز استدامة ومرونة قطاع النشر والتى تهدف إلى مساعدة العاملين فى قطاع النشر على التكيّف مع التحولات التى سببها الوباء بالاستفادة من التطور التكنولوجى.
أكاديمية الاتحاد الدولى للناشرين وهى أول مبادرة للناشرين ستكون متوفرة على الإنترنت قريبا، وهى عبارة عن موقع إلكترونى يوفر التدريب للناشرين فى مجالات مختلفة مثل الكتب الإلكترونية، والكتب الصوتية، والتسويق للكتب، إضافة إلى مواضيع مثل الملكية الفكرية، وحرية النشر، والكتب الميسرة، وتهدف الأكاديمية إلى بناء جسر للناشرين للمعرفة ومواجهة الأزمات، كما سيكون كل شىء متوفر مجانًا للأعضاء، وتمنت الشيخة بدور أن تتمكن الأكاديمية من ترجمة المحتوى إلى اللغة العربية فى وقت لاحق.
الميثاق الدولى لتعزيز استدامة ومرونة قطاع النشر Inspire Charter الذى تأسس بغرض تعزيز التكاتف بين الناشرين وجميع الأطراف الفاعلة فى منظومة قطاع النشر العالمى مثل المطابع، والمكتبات، والكُتّاب، والموزعين، والمصممين، ليتضامن الناشرون، وبالتالى مساعدتهم على التكيّف مع التحولات المتسارعة التى فرضتها الجائحة.
بعد إجراء عدة مقابلات واجتماعات، نشر تقرير «إنسباير» Inspire على الموقع الإلكترونى للاتحاد.
تم إطلاق ورش عمل هذا العام تركز على 5 مواضيع هى: حرية النشر، والملكية الفكرية، والاستدامة، والابتكار فى عالم النشر، والتنوع والشمولية، وسيتم فى نهاية كل ورشة الإعلان عن بعض التوصيات لإثراء صناعة النشر.
ندوة «إنسباير» Inspire Symposium والتى تم عرضها باللغة الإنجليزية من خلال شبكة الإنترنت يوم 17 فبراير 2022، وتم تسجيل الندوة لمشاهدتها فى أى وقت بعد 17 فبراير، شملت الندوة جميع التوصيات، وكانت الكلمة الافتتاحية لممثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO، شريكة الاتحاد فى خطة «إنسباير»، إضافة إلى كلمة لمنظمة اليونيسكو.
كما دعت الناشرين والأعضاء إلى حضور فعاليات مؤتمر الناشرين الثالث والثلاثين الذى سيعقد فى جاكرتا بإندونيسيا فى نوفمبر 2022.
وفى الختام، أشارت إلى صندوق النشر الأفريقى الذى أطلق من 4 سنوات بالتعاون مع مؤسسة دبى للعطاء، ويقدم دعمًا مباشرًا للناشر الأفريقى فى مجالات ومواضيع مختلفة، وشملت المشاريع التى دعمها الصندوق: ترميم مكتبات، ومساعدة الناشرين لنشر كتبهم بلغات مختلفة، ومبادرات مختلفة بالكتب الإلكترونية، وركزت الدورة الأخيرة على كيفية دعم القراءة فى أفريقيا، ولكن لم يكن هناك أى ترشيح من مصر، لذلك تمنت الشيخة بدور مشاركات أكثر من مصر خاصة أن هذه هى آخر سنة للصندوق.