التأمل أفضل رياضة لإعادة الشباب

في السنوات الأخيرة، تزايد عدد الأشخاص الذين يمارسون رياضة التأمل بغرض الراحة النفسية خصوصاً في خضم أزمة جائحة كورونا التي ما زالت منذ العامين وأكثر، تقض مضاجع الناس وترهقهم ألماً وكآبة.

والتأمل هو واحد من أنواع الرياضات التي ينصح الخبراء بممارستها للأشخاص الذين يعانون من مشاكل وأمراض نفسية للتنفيس عن أحزانهم، والتغلب على الإكتئاب وشعور العزلة الذي يواجههم.
هناك العديد من أنواع التأمل التي قد لا يعرف الكثيرون بها، وكلها تساعد في تحسين الحالة النفسية والتخلص من كافة المشاعر السلبية والتوتر الذي يمكن أن يلحق الضرر بالإنسان. وكل هذه الأنواع تحمل الكثير من الفوائد الصحية التي نستعرضها سوياً في موضوعنا اليوم.

ما هي أنواع التأمل
جمعنا لك اليوم، كافة أنواع التأمل المستخدمة في كافة المراكز الرياضية والتأهيلية التي يمارسها الأفراد مع المختصين في هذا المجال. وتعمل رياضات التأمل على زيادة موجات ألفا وثيتا في الدماغ، إضافة إلى زيادة توازن الهرمونات المؤثرة في الجسم.

وأشهر أنواع التأمل هي الآتية:

التأمل الإرشادي: وهو التأمل الذي يعتمد على تشكيل صور ذهنية لأغراض التخيل الموجه، مع استخدام أكبر عدد من الحواس، مثل الروائح والمشاهد والأصوات. وتتم ممارسة هذه ال رياضة عادة تحت إشراف معلم أو مرشد.
التأمل اليقظ: هو النوع الذي يرتكز على تنبيه الذهن وزيادة الوعي لقبول العيش في الوقت الحاضر، وذلك بالتركيز على ما يتم اختباره أثناء التأمل مثل تدفق الأنفاس ومتابعة الأفكار والمشاعر التي يجب أن نسمح بمرورها دون أية أحكام.
كي كونغ: وهو جزء من الطب الصيني التقليدي، وتجمع رياضة كي كونغ بين التأمل والإسترخاء مع الحركة البدنية وتمارين التنفس، لاستعادة التوازن في الجسم والحفاظ عليه.
تاي تشي: من فنون الدفاع عن النفس الصينية التي يمكن استخدامها كوسيلة للتأمل، ويعتمد هذا النوع اللطيف على سلسة من الحركات بطريقة بطيئة ورشيقة أثناء ممارسة التنفس العميق.
التأمل التجاوزيي: أسلوب بسيط يتم من خلاله تكرار عبارة محددة، أو كلمة أو صوت بطريقة معينة. ويسمح هذا النوع من التأمل للجسد بالإستقرار في حالة من الراحة والإسترخاء العميقين، كما يتيح للعقل الوصول لحالة من السلام الداخلي دون الحاجة لاستخدام التركيز أو الجهد البدني.
اليوغا: من أكثر أنواع التأمل شهرة وشيوعاً، وهي عبارة عن مجموعة من الحركات الجسدية وتمارين التنفس المتحكم بها. وتهدف رياضة اليوغا لتحسين مرونة الجسم والعقل أثناء التنقل في الوضعيات المختلفة، ما يفرض حالة من التركيز والتوازن الجسدي والفكري.
ما هي فوائد التأمل
عن نتائج دراسة علمية قام بها باحثون من "غلوبال أدفانسيز هيلث أند ميديسين"، أظهرت نتائجها أن الإنخراط في جلسة تأمل إفتراضية واحدة، تساعد بشكل كبير في خفض قلق المشاركين، وتخفيف توترهم، وشعورهم بالهدوء والتوازن.

وقد شاعت هذه الجلسات "الإفتراضية" بصورة كبيرة خلال فترة الحظر والحجر الصحي والإغلاق التي اعتمدتها دول كثيرة منذ عامين لمنع تفشي عدوى فيروس كورونا.

كما أشارت أبحاث عدة لوجود العديد من الفوائد الصحية لممارسة التأمل المنتظم لمدة تتراوح بين 5-20 دقيقة يومياً، كطريقة فعالة في تحسين نوعية النوم ومحاربة الإكتئاب، فضلاً عن المساعدة على التحكم بالشهية وفقدان الوزن، وتحسين عمل وذكاء الدماغ.

أن التأمل هو بمثابة أكسير الشباب الدائم، وتحقيق هذه المعادلة يكمن في الإتساق مع التأمل.

وخلال الدراسة، أن الأشخاص المتأملين ذوي الخبرة ممن تتراوح أعمارهم بين 40-50 عاماً يمتازون بنفس القدر من المادة الرمادية الموجودة عند الأشخاص في عمر متوسط من 20 إلى 30 عامًا.

وبحسب الدراسة ذاتها، فإن شكل الدماغ يخضع للتغيير نتيجة التأمل، ويستغرق الأمر 8 أسابيع فقط لحصول هذا التغيير التي أكدت أن هذه المادة تساعد كذلك في زيادة حجم المادة الرمادية الموجودة في الجهاز العصبي المركزي، والتي تتألف منها معظم أجسام الخلايا العصبية في الدماغ، تحديداً في المناطق المسؤولة عن التحكم في العضلات، والإدراك الحسي، والعاطفة، والذاكرة، واتخاذ القرار، والتحكم بالنفس