حتى وقت قريب كانت نصائح أطباء الأسنان حول العناية بصحة الفم وما فيه من أسنان ولثة ولسان تتمحور حول أن الفم هو المكان الأول والوحيد لدخول الغذاء الطبيعي إلى الجسم، وأن أي ضرر به يؤثر على عملية تناول الطعام.
إلا أنه ومنذ سنوات قريبة بات أطباء آخرون يؤكدون على نظافة الفم ليس لما سبق فقط، بل لأنهم وجدوا أن العناية ب الفم ضرورة لصحة الجسم ككل، بل وأن أية أمراض تصيبه تسبب أمراضاً خطيرة أخرى في الجسم، وهذا ما جاء في الدراسة التالية التي ربطت بين صحة الفم وصحة القلب، كما في التالي.
العلاقة بين التهاب اللثة وأمراض القلب:
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون أن الإصابة بأمراض اللثة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل.
وأوضحت الدراسة، وفقاً لمجلة القلب الأوروبية، أن ذلك يرجع للارتباط الوثيق بين أمراض اللثة والإصابة بالنوبات القلبية، حيث تزيد نسبة الإصابة بأمراض القلب بنسبة 49% عند المصابين بأمراض اللثة.
أهمية نظافة الفم:
شارك في الدراسة نحو ألفي شخص خضعوا لفحص الأسنان على مدة أكثر من أربعة سنوات، حيث سجّل الباحثون أكثر من 207 حالة إصابة بأمراض اللثة تعرٌضوا لنوبات قلبية وسكتات دماغية وقصور حاد في القلب.
ولفت إلى أن تلف أنسجة اللثة لدى الأشخاص المصابين بأمراض اللثة قد يسهل انتقال الجراثيم إلى مجرى الدم، الأمر الذي يؤدّي إلى تسريع التغيرات الضارة في الأوعية الدموية، وتعزيز الالتهاب الجهازي الضار بالأوعية الدموية التي تغذي القلب.
وهذه الدراسة تؤكد الدراسات الطبية السابقة التي ربطت بين إهمال نظافة الفم وتضرر اللثة واللسان والأسنان بارتفاع خطر الإصابة بأمراض الجهاز العصبي وأمراض الجهاز الهضمي.