لم يرد دعاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم مخصص لليلة الإسراء والمعراج، لكن على الإنسان أن يدعو بكل الأدعية المفضلة والمستحبة في الليالي المباركة خاصة وأن ليلة الإسراء والمعراج معجزة كبرى ، كما أنه يستحب أن يدعوا المسلم بما يشاء منها اللهم لا تشمت أعدائى بدائى، واجعل القرآن العظيم دوائى وشفائى، أنت ثقتى ورجائى واجعل حسن ظنى بك شفائى، اللهم ثبت على عقلى ودينى، وبك يا رب ثبت لى يقينى وارزقنى رزقًا حلالًا يكفينى وابعد عني شر من يؤذينى، ولا تحوجنى لطبيب يداوينى.
"دعاء ليلة الإسراء والمعراج ومن الأدعية المستحبة للعبد في الليالي المباركة اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلْنِي، إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي، أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ، فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتِ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطِكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ"، رواه الطبراني في " الدعاء " (ص/315) واللفظ له
اللهم استرنى على وجه الارض، اللهم ارحمني في بطن الارض، اللهم اغفرلي يوم العرض عليك ، بسم الله الرحمن الرحيم طريقي والرحمن رفيقي والرحيم يحرسني من كل شيء يلمسني، اللهم اعوذ بك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد، اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك او استاثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
اللهم يا مسهل الشديد و ياملين الحديد و يامنجز الوعيد و يا من هو كل يوم في امر جديد، اخرجني من حلق الضيق الى اوسع الطريق بك ادفع ما لا اطيق ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، اسالك اللهم بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت ، ورحمتك التي شفيت بها ايوب بعد الابتلاء ان لاتبق لي هما ولاحزنا ولاضيقا ولاسقما الا فرجته، وان اصبحت بحزن فامسيني بفرح و ان نمت على ضيق فايقظني على فرج، وان كنت بحاجه فلا تكلني إلى سواك وان تحفظني لمن يحبني وتحفظ لي احبتي، اللهم انك لا تحمل نفسًا فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة مالا طاقة لي به وباعد بيني وبين مصائب الدنيا وتقلب حوادثها كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى.
وكتب الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "مع أذان المغرب تبدأ ليلة الإسراء والمعراج، فأكثروا من الاستغفار في هذه الليلة، ومن الدعاء، ومن الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله سلم، ومن قول لا إله إلا الله، وهي حقيقة الكون الكبرى، أكثروا من هذا كما علمنا أهل الله؛ الاستغفار من أجل أن نغتسل من ذنوبنا ومعاصينا، والصلاة على النبي ﷺ مقبولة من العاصي حتى من المنافق لتعلقها بالجناب الأجل".
وأوضح دعاء ليلة الإسراء والمعراج كتالي: اللهم ما قسمت في هذه الليلة المباركة من خير وعافية وصحة وسلامة وسعة رزق فاجعل لنا منه نصيب، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء وشر وفتنة فاصرفه عنّا وعن جميع المسلمين.
اللهم ما كان فيها من ذكر وشكر فتقبله منّا وأحسن قبوله،وما كان من تفريط أو تقصير وتضييع فتجاوز عنه بفضلك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إن في قلوبنا من الحاجات لا يقضيها أحدآ سواك، فاقضها لنا،والهمنا رشدنا، واشفنا واشفِ مرضانا، وارحمنا واعتق رقابنا من النار ووالدينا والمسلمين.
الإسراء والمعراج ماذا رأى الرسول
ذكر القرآن الكريم الإسراء والمعراج ولخص الرحلة في آية واحدة سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى ومن الأمور التي رآها رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج المَلَكْ جبريل -عليه السلام- في صورته التي خلقه الله عليها، وهي خلقة عظيمة، وآية من آيات الله، فهو مخلوق عظيم له ستمائة جناح، كل جناح منها حجمه مدّ البصر، وقد رآه النبي مرتين على صورته الحقيقة، حيث رآه في الأفق الأعلى، وعند سدرة المنتهى، والمقصود هنا أن الذي رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو جبريل عليه السلام، لكن ظَنَّ البعض أنه رأى ربه في رحلة المعراج، والصواب أنه لم يره، ودليل ذلك قول عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلَّت عن ذلك قالت: أنه لم ير ربه، وقرأت قول الله تعالى: (لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ)، يعني: لا نرى الله في الدنيا، أما في الآخرة فسوف يراه النبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون يوم الحساب.
الإسراء والمعراج.. رؤية الأنبياء
نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند بيت المقدس، وصلى بالأنبياء إمامًا، وربط البراق بحلقة باب المسجد، ثم عرج به في صحبة جبريل - عليه السلام - وفي السماء الدنيا، التقى بآدم عليه السلام، وتبادلا السلام والتحيّة، ثم دعا آدم له بخيرٍ،وقد رآه النبي – صلى الله عليه وسلم – جالسًا وعن يمينه وشماله أرواح ذريته، فإذا التفت عن يمينه ضحك، وإذا التفت عن شماله بكى، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم-جبريل عن الذي رآه، فذكر له أن أولئك الذين كانوا عن يمينه هم أهل الجنّة من ذريته، فيسعد برؤيتهم، والذين عن شماله هم أهل النار، فيحزن لرؤيتهم ثم صعد السماء الثانية ليلتقي عيسى ويحيى عليهما السلام، فاستقبله أحسن استقبال، وقالا: "مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح"، وفي السماء الثالثة رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أخاه يوسف - عليه السلام - وسلم عليه، وقد وصفه - عليه الصلاة والسلام- بقوله: أنه أُعطي شِطر الحسن)؛ رواه مسلم ثم التقى بأخيه إدريس- عليه السلام - في السماء الرابعة، وبعده هارون- عليه السلام - في السماء الخامسة.
وصعد جبريل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء السادسة لرؤية أخيه موسى- عليه السلام - وبعد السلام عليه بكى موسى، فقيل له: "ما يبكيك؟"، فقال: "أبكي؛ لأن غلامًا بُعث بعدي، يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي"، ثم كان اللقاء بخليل الرحمن إبراهيم - عليه السلام - في السماء السابعة؛ حيث رآه مُسنِدًا ظهره إلى البيت المعمور - كعبة أهل السماء - الذي يدخله كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة لايعودون إليه أبدًا، وهناك استقبل إبراهيم - عليه السلام - محمد ودعا له ثم قال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ (رواه الترمذي).
البيت المعمور البيت المعمور: وهو بيت يصلّي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودوا إليه أبدًا، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثناء صعوده إلى السماء برفقة جبريل -عليه السلام- رأى البيت المعمور، حيث قال: (فَرُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: هذا البَيْتُ المَعْمُورُ ، رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج نهر الكوثر الذي خصّه الله به وأكرمه به، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (بيْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ، إذا أنا بنَهَرٍ، حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلتُ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ)
الإسراء والمعراج.. أحوال الناس
اطلع النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج على بعض أحوال الذين يعذّبون في نار جهنم، ورأى أصناف كثيرة منها الصنف الأول: الذين يخوضون في أعراض المسلمين، ويقعون في الغيبة، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخْمِشون وجوهَهم وصدورَهم، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومِ الناسِ)
الصنف الثاني: الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مرَرْتُ ليلةَ أُسرِيَ بي على قومٍ تُقرَضُ شِفاهُهم بمَقاريضَ مِن نارٍ، قال: قلتُ: مَن هؤلاءِ؟ قالوا: خُطَباءُ أمَّتِكَ) الصنف الثالث: الذين يأكلون الربا، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (رَأَيتُ لَيلةَ أُسريَ بي رَجُلًا يَسبَحُ في نَهرٍ ويُلقَمُ الحِجارةَ، فسَأَلتُ: ما هذا؟ فقِيلَ لي: آكِلُ الرِّبا)
ورأى النبي شجرة الزَّقوم التي وصفها الله تعالى بقوله: ﴿ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ﴾ [الإسراء: 60]، ورأى مالكًا خازن النار، ورأى المرأة المؤمنة التي كانت تمشط شعر ابنة فرعون، ورفضت أن تكفر بالله، فأحرقها فرعون بالنار، ورأى الدجّال على صورته، أجعد.