لا أعرف لماذا "طأت فى دماغ" الوزارة إلغاء التشعيب بالقسم العلمى.. ودمج الشعبتين معًا العلمى علوم والعلمى رياضة فى شعبة واحدة تحت مسمى القسم العلمى بجانب القسم الأدبى.. والعودة مرة أخرى لتكون الدراسة بالثانوية العامة بدءًا من العام الدراسى المقبل (2022/ 2023) منقسمة إلى علمى وأدبى فقط.
والحقيقة أن قرار دمج شعبتي العلمى ليس بجديد فقد كان معمولاً به فى الستينيات إلى أوائل التسعينيات حتى صدر قرار فى عام 1994 بتشعيب القسم العلمى إلى شعبتين.. علمى رياضة لتؤهل الطلاب للالتحاق بكليات المجموعة الهندسية، وعلمى علوم كي تؤهل الطلاب للالتحاق بكليات المجموعة الطبية. وكان الهدف هو التخفيف على الطلبة وأعمال مبدأ تعظيم التخصص، الذى يؤهل الطالب إلى دراسة بعينها، ولاقى هذا القرار استحسانًا من الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين طيلة العمل به، حتى فوجئنا بقرار العودة لدمج شعبتي العلمى معًا مرة أخرى.
وتساءلت بينى وبين نفسى.. فطالما أن هناك مبدأ يخير الطالب بين الأدبى والعلمى تبعًا لميوله وقدرته، فما المانع من الاستمرار فى تخيير الطالب بين العلمى علوم والعلمى رياضة حسب رغباته والكلية، التى يتطلع للالتحاق بها.
فتخوفى من قرار الدمج لشعبتي العلمى معًا أن يؤدى هذا إلى هروب الطلبة إلى الدراسة الأدبية.. الأسهل.. وهذا ليس فى صالح البلد.
أننى أرى أن الحسنة الوحيدة لقرار دمج شعبتي العلمى معًا هو توسيع مجال الاختيار أمام الطلاب للالتحاق بكليات المجموعة العلمية كلها (الطب، الهندسة، الأسنان، الصيدلة، العلاج الطبيعى والحاسبات والمعلومات).
وأتساءل أيضًا إلى متى ستظل الثانوية العامة تعيش هذا التخبط؟!.. فمرة الدراسة من شعبتين، علمى وأدبى، ومرة من 3 شعب علمى علوم وعلمى رياضة وأدبى.. ومرة أخرى العودة إلى نظام الشعبتين العلمى والأدبى.. الأمر الذى فكرنى بإلغاء السنة السادسة الابتدائى فى الثمانيات، مما تسبب فى حدوث السنة الفراغ بالسلم التعليمى ثم إعادتها مرة أخرى فى أوائل التسعينات؛ مما تسبب فى حدوث الدفعة المزدوجة، التى أرهقت الجامعات بالأعداد الكبيرة من الطلاب، هذا لا يعنى أننا نعارض أو نشكك فى جهود التطوير للعملية التعليمية ولكن كل ما نطلبه أن يكون وفق دراسات.. ورؤى.. وأهداف.. ولا يكون بإعادة أنظمة سابقة تم إلغاؤها ونسمى هذا بالتطوير.
فالأمر يتطلب إجراء دراسة عاجلة؛ لبحث مدى جدوى الدمج لشعبتي العلمى من عدمه، حتى لا نفاجأ بأننا "لبسنا فى حيطة سد".