كتب: عمرو فاروق
قضت المحكمة العسكرية بالقاهرة، أمس الأربعاء، بإعدام 9 متهما، ومعاقبة 9 متهمين آخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة، في قضية "أنصار بيت المقدس 3"، التي تتضمن 17 واقعة من بينها التخطيط لتفجير قصر الاتحادية والتخطيط لقتل جنود كمين الفرافرة.
ومن بين المتهمين كمال علام، وهشام عشماوي، وشادي المنيعي.
تولى كمال علام، منصب أمير "تنظيم التوحيد والجهاد"، 38 عاما، حاصل على دبلوم صناعي، من إحدى مدارس مدينة العريش التي ولد وتربى فيها، سبق أن اعتُقِل عام 2003، ولم يخرج من المعتقل إلا أثناء الثورة، في عملية اقتحام السجون التي تمت وقتها، ليعود إلى مدينة العريش، ويعمل في صناعة الفخار.
ينتمى كمال علام، لكبرى العائلات فى سيناء، الفواخرية، التى تمثل ثلث سكان العريش، وكان أحد منظمي الأفراح البدوية، واشتهر كمطرب في إحياء الحفلات في مدينة العريش، لكن الغريب أنه انقلب من مغنٍ لأمير لجماعة تكفيرية جهادية، أصبح من خلالها المتهم الرئيسي في قضية اختطاف الجنود السبعة، في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، وأقدم على الجريمة للمساومة على الإفراج عن حمادة شيتة، إذ جاء اسمه على لسان أحد الجنود المختطفين في الفيديو المسجل لهم قبل إطلاق سراحهم في إبريل2013.
في منتصف عام 2013، صدر ضد كمال علام حكما بالإعدام، في قضية اقتحام قسم ثان العريش، وهو الحكم الذي صدر غيابيا واختفى بعدها علام، ولا تعلم أسرته عنه شيء، قبل أن تتردد أنباء لديها أن "علام" سافر إلى سوريا لينضم لتنظيم "داعش" هناك.
في يوم 14 يناير عام 2014، تناقلت وسائل الإعلام المختلفة، بيانا من وزارة الداخلية، تعلن فيه مقتل كمال علام، في اشتباكات مع قوات الأمن بسيناء، مع 6 من مساعديه بمنطقة العجرة جنوب رفح برصاص مجموعة من الملثمين.
إلا أن التنظيم الإرهابي، رد على "الداخلية المصرية"، ببث تسجيل بعنوان "يوميات مجاهد"، كشف أن كمال علام، لا يزال حيا، ويقاتل في صفوف "أنصار بيت المقدس"، بعد أن أعلن البيعة لتنظيم "داعش"، وتحولت لـ"ولاية سيناء"،حيث ظهر وهو يقف خلف دبابة تابعة للجيش المصري.
وأظهر التقرير المصور الذي نشرته "ولاية سيناء"، أسلحة حديثة وأجهزة اتصال لاسلكية وأجهزة كشف واستطلاع يستخدمها
كما ظهر علام في التقرير المصور، الذي نشره التنظيم تحت عنوان غزوة "ساء صباح المنذرين"، في 4 أبريل2015، ضمن سلسلة "قسما لنثأرن"، بينما ظهر فيه كمال علام، ومجموعة من أتباعه أثناء دخولهم على الكمائن التابعة للقوات المسلحة، باستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة وسيارة إسعاف، وسرقتهم لأسلحة القوات وإحدى المدرعات.
وفي هذا التقرير ظهر التكفيري ، كمال علام، رجلا تبدو من ملامحه للوهلة الأولي إنه لرجلا أجنبيا، إذ تكسو وجه لحية بنية اللون وشعرا طويلا، وقيل إنه لأحد القيادات الأجنبية المنضمة إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وكانت المحكمة العسكرية في القاهرة، قررت في شهر أكتوبر الماضي، إحالة أوراق 11 متهما بالقضية إلى مفتي الجمهورية لإبداء رأيه الشرعي في الحكم عليهم بالإعدام في قضية "أنصار بيت المقدس 3" التي تتضمن 17 واقعة من بينها التخطيط لتفجير قصر الاتحادية والتخطيط لقتل جنود كمين الفرافرة.
وتمثل قضية أنصار بيت المقدس الثالثة حلقة مفصلية في وقائع الإرهاب بعد ثورة 25 يناير2011، حيث تتزامن أحداثها مع انقسام التنظيم على الأرض إلى قسمين؛ قسم قادة ضابط الصاعقة المفصول هشام على عشماوي الذى فضل استمرار العمل على منهج القاعدة وفر إلى ليبيا لينضم إلى تنظيم المرابطين، والقسم الثاني هو الذى قاده التكفيرى المكنى "أبو همام الأنصاري"، ومعه نوابه كمال علام، وشادي المنيعي، وسلمى المحسانة، والذين تمركزوا في سيناء وأعلنوا مبايعة "أبو بكر البغدادي"، أمير تنظيم "داعش"، ليتحول التنظيم إلى "ولاية سيناء".
وكشفت أوراق القضية عن تفاصيل 17 واقعة إرهابية، قام بها التنظيم الإهابي، من واقع تحريات الأجهزة الأمنية، التي أكدت، أن "أبو همام الأنصاري"، زعيم التنظيم في عام 2014 كلف سلمى المحسانة، بإنشاء أول معسكر لعناصر التنظيم في منطقة قصر أبو هادي بمدينة سرت الليبية، كما كلف حمزة أسامة مبروك بتوفير أماكن إيواء لعناصر التنظيم المنضمة للمعسكر، وتولى صبري النخلاوي، عضو مجلس شورى التنظيم حاليا، مسئولية تنسيق عملية التسفير وتهريب أعضائه عبر الحدود.
وأوضحت أوراق التحقيقات أن "أبو همام الأنصاري"، بعد أن تأكد من تلقى عناصره التدريبات الكافية، قسمهم إلى مجموعتين؛ الأولى مجموعة الوادي تولاها القائد العسكري للتنظيم ومسئول تدريبه هشام عشماوي وعاونه القيادي أشرف الغرابلي الذي لقى مصرعه في نوفمبر2015، وصبري النخلاوي، وأيمن أنور، والضابط السابق عماد الدين عبدالحميد المقرب من عشماوي والذي لقى مصرعه أخيرا بعد حادث الواحات، وأحمد عبدالعزيز السجيني أحد المتهمين بتفجير مديرية أمن الدقهلية، ومحمد أحمد نصر المدرس بكلية الزراعة جامعة قناة السويس.
وقسم عشماوى خلية الوادي إلى 3 مناطق؛ الأولى هى الخلية المركزية، وتولى مسئوليتها محمد ربيع يونس، ومنطقة الإسماعيلية والشرقية وقادها محمد فتحي الشبراوي، ومنطقة الصحراء الغربية وتولى مسئوليتها السيد على حسانين.
ووفر عشماوى للتنظيم عددا من الأوكار من بينها منطقة صحراوية بالعين السخنة وجبل الجلالة ووادي النطرون ومنطقة الصحراء الغربية، وأنشأ عضو التنظيم أسامة خليل حساب فيسبوك لترويج أفكار التنظيم باسم "أبو خليل".
ورصدت مجموعة هشام عشماوى عددا من العناصر من المنشآت والأماكن والشخصيات تمهيدا لاستهدافها؛ كمديرية أمن أسيوط والمبنى المؤقت للمديرية والمحافظة، وقطاع الأمن المركزى بمؤسسة الزكاة بالمرج، وقصر الاتحادية، وأحد معسكرات القوات المسلحة بطريق الواحات، وخط بترول تابع لشركة سوميد، والميناء الحمراء للبترول بمنطقة سيدي عبدالرحمن، وفرقة قوات مسلحة بمنطقة الحمام، وأخرى بمدينة بران، وضابط مخابرات بالعلمين، والكمين الأمني بطريق مصر الإسماعيلية الصحراوى، ومكتبي بريد الصالحية والقصاصين.
ونفذت مجموعة هشام عشماوي عددا من الوقائع من بينها اغتيال الرائد طارق مباشر ومعه جنديين، وقتلوا بعد ذلك وليام تلرسون مسئول بشركة كرامة للبترول وسرقوا سيارته، واغتالوا أمين شرطة أسفل الطريق الدائري بشرق القاهرة، فضلا عن ضبط سيارة جيب مفخخة في إحدى المزارع بالشرقية، كان القيادي أيمن أنور قد كلف العنصر إسلام مسعد الدسوقي باستخدامها في محاولة لتفجير قصر الاتحادية.
أما الخلية الرئيسية الثانية والمتمركزة في شمال سيناء؛ فأسند "أبو همام الأنصاري"، قيادتها إلى 3 عناصر هم: شادي المنيعي، وكمال علام، وفايز أبو زينة، وقسمها إلى ثلاثة فرق فرعية؛ الأولى لرصد الأهداف، وتم تزويد عناصرها بأجهزة لاسلكي ثم إبلاغ المنيعىيوعلام بها لاستهداف الأماكن والأشخاص المرصودين، أما الفريق الثالث فكان ذا اختصاص طبي للإغاثة والإسعاف يقوده عضو التنظيم محمود محمد لبيب أحمد.